
فون بلوكس (Phonebloks) هو مفهوم جديد لصناعة الهواتف المحمولة من تصميم الهولندي ديڤ هاكنز. والفكرة شبيهة بمكعبات ليغو حيث يتم تصنيع وحدات الهاتف كُلًا على حدة في مربعات أو ألواح صغيرة، والتي تُركّب على الجانب الخلفي للوحة الأم، فيما تُركّب الشاشة على الجانب الأمامي. ويمكن ترقية الهاتف عن طريق استبدال هذه القطع بأخرى أكثر تطورًا عند الحاجة.
وثمّة شكوى متكررة لأصحاب الهواتف الذكية، وهي شعورهم بأن هواتفهم عفا عليها الزمن فور صدور هاتف أحدث ذات مواصفات أكثر تطورًا. ونظريًا، ووفقًا لفكرة فون بلوكس، يمكن في المستقبل جمع الجسم الخارجي لهاتف HTC One، وشاشة رتنا من آپل، وكاميرا پيورڤيو من نوكيا، وبطارية درويد ماكس من موتورولا في هاتف واحد خارق. وقد تبدو الفكرة صعبة التنفيذ، ولكن إذا توفّر للمشروع الدعم المادي اللازم وثقة شركات الموبيل العملاقة، قد تصير حقيقة.
اختلاف الأذواق
ولا يتفق جميع المستخدمين على ماهية أفضل موبيل متاح، فضلًا عن أن ليس كل شخص يرغب في اقتناء أحدث جهاز على الإطلاق. فالبعض يفضّل شاشة عادية للاحتفاظ بالبطارية لمدة أطول مثل موتو X ، والبعض الآخر يحرص في اقتناء المعالجات القوية فور ظهورها، وآخرون لا يهتمون بوجود كاميرا في الموبيل من عدمه، بل يفضلون حمل كاميرا رقمية معهم طوال الوقت، وفئة أخرى تبحث فقط عن تغيير الشاشة المكسورة بدلًا من الاضطرار لدفع 600 دولار مرة أخرى لاقتناء موبيل جديد.
ولكن الدافع الرئيسي وراء هذا المشروع مختلف نوعًا ما. ويقول الموقع الإلكتروني لفون بلوكس:
"لا يمضي على صدور الموبيل سوى عامين وينكسر أو يصبح قديمًا. وبالرغم من أن قطعة واحدة في الجهاز هي التي عفا عليها الزمن، يضطر المستخدم للتخلّص من الهاتف برمّته لأنه من المستحيل إصلاح هذه القطعة أو ترقيتها".
ويقول القائمون على المشروع أن "فون بلوكس" سوف تساعد على حلّ هذه المشكلة مما سيوفر على المستخدمين الكثير من المال والعناء من جانب، ومن جانب آخر سوف تخفض مخلّفات الهواتف بحوالي 90%.
ويمكن شراء قطع غيار الهواتف من "بلوك ستور"، والذي يصفه القائمون على المشروع بأنه "شبيه بآپ ستور ولكنه لقطع الغيار". وتراهن الشركة على المنتجين لكي يساهموا في إثراء التجربة عبر تصنيع قطع الغيار وبيعها على المتجر. "سيمكّنك المتجر من شراء هاتف مجمّع مسبقًا أو تجميعه بنفسك".
ونظام تشغيل الهاتف المزمع سيكون مفتوح المصدر، وغالبًا سيكون أندرويد، ولكنه لم يُقرر بعد، بحسب الموقع.
هل ستنجح الفكرة
وقد تكون الفكرة حلمًا بعيد المنال، وخصوصًا أنه تم ابتكار أفكار أبسط في الماضي، ولكن لم يُكتب لها النجاح. ولكن ربما هذه هي الفكرة التي سوف يروج سوقها، كونها مختلفة كليًا عن معالم سوق الموبيل الحالي التي تسيطر عليه كلٌ من آپل وسامسونغ. وسيكشف لنا المستقبل إذا كان منتجو الهواتف المحمولة سيقفون بجانب المشروع أم لا.
وإذا نججت الفكرة، قد يكون الموبيل القادم هو آخر جهاز تشتريه على أن تعتمد على ترقية ذاكرة الهاتف أو البطارية أو الكاميرا فقط أو مجرد تغيير قطعة مكسورة بدون الاضطرار للتخلّص من الهاتف بأكمله. وإذا أعجبت بالفكرة، يمكنك توصيل رسالتك من خلال ثاندركلاپ.
نيوكيا وسيل فيش وإيدج وسيانوجين مود
وليست هذه المحاولة الأولى من نوعها لإنتاج موبيل خارق، إذ كانت هناك محاولة لإنتاج "أوبونتو إيدج"، وهو ما قال عنه مطوّروه أنه سيكون بمثابة ثورة لعالم الموبيل، ولكن حملة إنديغوغو لم تستطع جمع مبلغ التمويل الذي قُدر بـ32 مليون دولار.
وأُعلن مؤخرًا أن "سيل فيش"، وهو نظام تشغيل موبيل قائم على منصة لينُكس سيحلّ محلّ نظامي ميغو ومايمو، سيكون متوافقًا مع بيئة أندرويد. وأعلن القائمون على المشروع أنهم سيطرحون أيضًا جهازًا خاص بهم بحلول نهاية عام 2013.
وبعدما اشترت مايكروسوفت أجهزة وخدمات أعمال نوكيا، انتشرت شائعات تقول أن الأولى لم تُقدم على هذه الخطوة سوى لمنع نوكيا من تبنّي نظام تشغيل أندويد. ولكن لم تمت هذه الفكرة تمامًا، لأن عاملًا سابقًا في نوكيا يرغب في إعادة إحياء المشروع تحت اسم "نيوكيا".
وأخيرًا تلقّت سيانوجين مود، وهي ملفات نظام أندرويد القابلة للتخصيص، استثمارًا بقيمة سبعة مليون دولار أميركي لبناء نسختها الخاصة من أندرويد، بهدف أن تصبح ثالث أكبر نظام تشغيل موبيل.