
"بِتريوتِكس" (Petriotics) هي خدمة توصيل شهرية تؤمّن لأصحاب الحيوانات الأليفة في لبنان أغذيةً ومستلزماتٍ لهذه الحيوانات، مُساعِدةً في الوقت نفسه جمعيّاتِ الحيوانات المحليّة من دون تكاليف إضافية.
وتعود فكرة "بِتريوتِكس" إلى نادر زعتري المؤسِّسِ الشريك لهذه الشركة الناشئة ومديرها. ويعود أصلُ "بِتريوتِكس" إلى شبكة اجتماعية من الأشخاص المهتمّين بالحيوانات أسّسها زعتري عام 2013. وقد بدأ زعتري آنذاك يتعرّف إلى جمعيّات الحيوانات وأصحاب الحيوانات الأليفة عن قرب أكثر، وبدأ يفكّر كيف يمكن أن يُشْرِكَهُم بشكل فعّال.
وقد قال زعتري لـ"عرب نت": "أردتُ أن أصِلَ جمعيات حقوق الحيوان بمزيد من الداعمين"، وتساءَلَ لما لا يتبرّع أصحاب الحيوانات الأليفة لجمعيات الحيوانات، كما تساءلَ إنْ كان يمكن بيعهم مستلزماتٍ للقطط والكلاب وتقديم جزء من ذلك لتلك الجمعيات.
ومن خلال تمويل أوّلي بقيمة 25,000 دولار في "آلت سيتي" (AltCity) استطاع زعتري أن يكتشف الحاجات الحقيقية لأصحاب الحيوانات (الذين يسمّيهم "آباءَ الحيوانات الأليفة") وأن يجري أبحاثًا للتركيز على تطوير مفهوم ما.
هل يمكن للإنسان أن يكون أوفى صديقٍ للكلاب (أو القطط)؟
لقد عمل زعتري، في ظلّ النقص في الأبحاث الموثوقة المتوفّرة حول امتلاك الحيوانات الأليفة، مع الأطباء البيطريّين وجمعيات الحيوانات ليحظى بنظرة عن كثب ويجمع المعلومات.
إنّ عدد ملّاك الحيوانات الأليفة في لبنان يُقدَّرُ بـ80,000 إلى 100,000 شخص. ويُعتَبَرُ لبنان سوقًا سريع النموّ في مجال امتلاك الحيوانات الأليفة، فأيّ شخص يكون حاضرًا في فعاليّة عامّة لا يمكن إلّا أن يلاحظ العدد المتنامي للشبّان والشابّات الذين يمتلكون جراءً.
وقال زعتري: "إنّ جمعيات حقوق الحيوان كانت وما زالت تعلب دورًا هامًّا في التوعية"، وأضاف قائلًا: "إنّ المشهد كان مختلفًا كثيرًا منذ ستة أعوام". فعلى الرغم من أنّ مشاكلَ ما زالت تنتظر حلولًا مثل إساءة معاملة الحيوانات، وأماكن تربية الجراء غير المنظّمة، والنسبة المنخفضة لتبنّي الجراء، فإنّ مزيدًا من الناس تحقّق فهمًا أفضل للحيوانات وحقوقها بحسب زعتري الذي يملك 13 كلبًا مُتَبَنّى.
طعام ومرح - لكل كلب أو قط يومه
من النتائج التي توصّل إليها زعتري وفريقه (الذي يضمّ اليوم سبعة أعضاء) أنّ 60% من الناس يواجهون المشاكل أثناء جلبهم لمستلزمات الحيوانات الأليفة، ومعظم هذه المشاكل متعلّق بضيق الوقت وزحمة السير. فقد قال زعتري إنّهم توصّلوا إلى أنّ جلب طعام للقطط أو الكلاب هو أمر يستهلك الوقت، كما توصّلوا إلى أنّ بعض المشاكل تتعلّق بتوزّع المتاجر التي تبيع ذلك الطعام، فمعظم الناس يذهبون إلى أقرب متجر أو إلى نقطة بيع يمرّون بقربها أثناء الذهاب إلى العمل أو أثناء تنقّل آخر، وهناك يمكن أن تكون الخيارات في أغلب الأحيان محدودة إذ تقدّم أماكن البيع تلك علامةً تجارية واحدة أو اثنتين أو ثلاثة لا أكثر.
وأضاف زعتري: "عندما يتعلّق الأمر بالطعام فإنّ المستهلكين عادةً يلتزمون بالعلامة التجارية نفسها، لكن عندما يتعلّق الأمر بالمُسَلِّيات والألعاب فإنّ التنوّع يكون أكبر".
وبالنظر إلى أنّ للجميع دخل محدود وأنّ جلب طعام جيّد وألعاب جيّدة ليس دائمًا أمرًا سهلًا، توفّرُ "بِتريوتِكس" لأصحاب الحيوانات الأليفة علبةً فيها ما بين أربع وستّ مُسَلِّيات صحيّة وألعاب وإكسسوارات ذات جودة عالية، وهي علبة يتمّ إيصالها إلى المنازل.
وتكون علبةُ كلِّ شهر متعلّقةً بموضوع معيّن، وذلك بناءً على اتّجاه سائدٍ ما أو مناسبة خاصّة مثل عيد الميلاد أو عيد العشّاق.
جودة وتوفير
تَعِدُ شركة "بِتريوتِكس" الناشئة بأن تؤمّن منتجات صحيّة فيها أكبر فائدة مقارنةً بالمال المدفوع. ويمكن للمستهلكين أن يختاروا بين شراء علبة تجريبية لمرّة واحدة وبين الاشتراك بباقة من التوصيل الشهري (أو التوصيل كلّ شهرين). ويتمّ توصيل هذه العلب إلى منازل المستهلكين أو مكاتبهم مجانًا.
ومن خلال علبة "بِتريوتِكس" يوفّر المستهلكون 10% من سعر التجزئة الخاصّ بكلّ ما هو موجود داخل العلبة، كما يوفّرون نسبةً تصل إلى 30% عندما يشتركون لفترات أطول. ويمكن للمستهلكين أن يستفيدوا أيضًا من حسم أكثر جذبًا عند شراء أكثر من علبة.
ويشجّع زعتري المستهلكين على طلب توصيل العلب إلى مكاتبهم من أجل مزيد من الترويج، وهو يقدّم لهم حسمًا إضافيًا في هذه الحالة.
وطريقة الدفع حاليًّا هي الدفع عند الاستلام لكنّ "بِتريوتِكس" تطوّر حلًّا للدفع عن طريق الإنترنت.
"أنت تشتري إذًا أنت تتبرّع"
إنّ نسبة 10% من الأرباح هي من نصيب جمعيات في لبنان لرعاية الحيوانات، وهي: "جمعية حيوانات لبنان"، و"جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات"، ومجموعة "كرامة وحرية الحيوانات". وقد قال زعتري إنّ الهدف هو بناء مجتمع مهتمّ بالحيوانات لا قاعدة من المستهلكين.
وهذا النموذج متأثِّرٌ بنماذج مماثلة مثل شعار "أمازون" (Amazon) "أنت تشتري ونحن نتبرّع". لكن عند "بِتريوتِكس" يصبح الشعار "أنت تشتري إذًا أنت تتبرّع"، وذلك من أجل التأكيد على دور المستهلك نفسه. وقد قال زعتري: "إنّ مشتركينا يشعرون بالرضا بسبب مساهمتهم، ونحن نقدّرهم على هذا الأمر".
توسيع المجتمع المهتمّ بالحيوانات
إنّ المداخيل الأساسية لـ"بِتريوتِكس" هي نتيجة بيع العلب الشهرية المفاجِئة أو العلب الشهرية المُقدَّمة حسب الطلب. وتركزّ الشركة الناشئة اليوم على قاعدة من المستهلكين تضمّ 40 متبنٍّ في المرحلة المبكرة، وهم من أصحاب القطط والكلاب في بيروت وخارجها.
أمّا البضائع والألعاب فهي تُؤمَّن محليًّا من مستوردين، وهم أطبّاء بيطريّون أو شركات صغيرة. وتسعى "بِتريوتِكس" إلى جعل تلك المنتجات متوفّرةً للجميع.
وفي الأشهر الـ3 الأولى من بدء التوصيل إلى المستهلكين، سجّلت الشركة، بحسب زعتري، نسبة رضا بلغت 80% بين المستهلكين، وأشركت الشركةُ الـ20% المتبقية من المستهلكين في تقديم التعليقات واقتراح التحسينات.
وقال زعتري: "إنّنا نستمع إلى مشتركينا الحاليّين لنفهم أكثر ما الذي يريدونه وكيف يمكن أن نخدمهم بشكل أفضل". فعلى سبيل المثال، اكتشف زعتري أنّ أصحاب الحيوانات سعيدون بتلقّي علب المفاجآت، لكنّ نموذجًا فيه الكثير من الميّزات لا يسير على ما يرام، لذا تمّ سحب بعض هذه الميّزات.
وقد بدأت شركة "بِتريوتِكس" الناشئة بالعمل على تنمية قاعدتها من المستهلكين في آذار/مارس 2016، وهي تخطّط للتوسّع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد تكون بلادٌ من بين بلاد "مجلس التعاون الخليجي" الأسواقَ التالية للشركة. وقد تكون الإمارات تحديدًا هي السوق التالي نظرًا إلى وجود جالية كبيرة من المغتربين فيها، وهي جالية تحمل ثقافة تربية الحيوانات الأليفة والاهتمام بالحيوانات.
ويعتزم زعتري توسيع فريق عمله ليشمل 10 أعضاء مع نهاية 2016.