
كانت البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وستظل أولوية في دعم تطوير المدن الذكية في منطقة الشرق الأوسط. في سعي المنطقة للوصول إلى العصر الرقمي، دبي عازمة على أخذ زمام المبادرة. وهناك عدد من الشركات الناشئة الموجهة تقنيًا التي تعتبر المدينة مركزًا للإبتكار وهي قد اختارت الإنتقال بالفعل. ووفقا لها، يمكن لدبي أن تصبح "وادي السيليكون" المقبل. ومن بينها، قامتتينت، وهي منصة المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، باختيار هذه المحطة لأول توسع لها على الصعيد الدولي .
ففي عام ٢٠١۵، ستتفوق منطقة الشرق الأوسط على أمريكا اللاتينية في حجم الجمهورعلى الشبكة الاجتماعية، لتحتل المرتبة الثانية عالميا بعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ. 36% من مستخدمي شبكة الإنترنت تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، وهو ما يمثل أعلى نسبة للفرد الواحد بين الشباب والأشخاص الذين يتمتعون بدهاء تقني. يقوم 88٪ من مستخدمي الانترنت باستعمال الشبكات الاجتماعية يوميا، وهذه واحدة من أعلى المعدلات في العالم. تويتر لديه 6.5 مليون حساب في المنطقة مع 3.7 مليون مستخدم ناشط يقومون بعشرة ملايين تغريدة يوميا. ففي المملكة العربية السعودية وحدها، إنّ معدّل استخدام تويتر هو 33% وهو الأعلى في العالم. أما بالنسبة إلىلينكد إن،فقد ازداد عدد المستخدمين في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 1.6 مليون، مسجلًا نموا بنسبة 45٪ خلال عام واحد فقط.
مؤشراتالنمو
تضاف كل هذه الأرقام إلى مجتمع ريادي لا مثيل له خارج وادي السيليكون، وقد بدأ بالفعل بإعطاء نتائج جيدة للسباقين. ففي منطقة الشرق الأوسط، تتقارب الجهود للتمتع بهذا المشهد وتمهيد الطريق لمستقبل فيه اقتصادات قوية.
في عام ٢٠٠٩، قامت "ياهو" بالإستحواذ على "مكتوب" وهو أول مزوّد لخدمة بريد إلكتروني عربية / إنجليزية بمبلغ 175 مليون دولار، وذلك لإثبات أنّ هناك إمكانية لجني الأموال من التقنيات الإلكترونية في المنطقة. وتقدّم التجارة الإلكترونية بالتحديد بعض أهمّ الفرص، كما أنّ سلسلة التوريد تتكيّف بسرعة للمساعدة في مواجهة التحديات. تقوم أرامكس في مجال الخدمات اللوجستية وباي بال في المدفوعات بمساعدة منصات التجارة الإلكترونية المحلية مثل Souq.com و"نمشي" بإطاحة المنافسين العالميين القائمين مثل أمازون. وقد استجابت الحكومات أيضًا لهذا التطوّر في وقت مبكر وقد انتقلوا من احتكار شركات الاتصالات إلى بيع تراخيص اتصالات الهاتف المحمول في المزاد العلني، بحيث يطلقون المنافسة ويخفضون الأسعار. وقد خلق ذلك فرصًا هائلة لساحة الشركات الناشئة المزدهرة. وأطلق "فودافون إيجيبت"وهو أحد اللاعبين الكبار في هذا المجال، مسرّعًا للأعمال للاستثمار بقيمة 3 مليون دولار في المراحل المبكّرة للشركات الناشئة.
والأهم من ذلك، ليس هناك نقص للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط، ويتحتم ذلك على أي اقتصاد ريادي. وتشمل صندوق جبار للاستثمار، ومسرّعات الأعمال مثل Flat6Labs وOasis500، و.N2V وتسهّل أيضًا الفعاليات ذات امتداد عالمي مثل قمة عرب نت التعاون بين الشركات الموجهة تقنيًا وتوفّر التقدير للشركات الناشئة الجديدة.
إنّ دبي على قدر المسؤولية!
على مدى السنوات القليلة الماضية، أسست الشرق الأوسط نفسها كواحدة من أسرع المناطق نموا والناشطة اجتماعيا. ويمكن اعتبار أوروبا وأستراليا أسواقًا أكثر تقدما، وتخطّط "تينت" للتوسّع هناك في نهاية المطاف. ولكن الآن، تقدّم منطقة الشرق الأوسط إمكانات نمو أكبر كونها سوقًا إضافية ذات مجتمع ريادي أكثر ميولًا للمخاطرة ولتطوير أفكارًا جديدة وهي مكونات أساسية لجوّ "وادي السليكون". ومع سعيها لتكون مدينة ذكية، فإنّ دبي هي بالفعل الخيار المنطقي لتكون المحطة الأولى. فإنّ امتلاك أطول مترو بدون سائق في العالم، وتعزيز التخطيط الحضري المستدام وطلب من ألف خدمة حكومية أن تصبح "ذكية" في السنوات الثلاث المقبلة هي خطوات مشجعة لهذا الاتجاه.
بالطبع هذا يشمل التحديات أيضًا. يمكن للإطار التنظيمي أن يكون معقدًا وغير مؤكد. لا تزال ثقافة الاستثمار المحلية تفضل الأصول الثابتة، والمواهب الفنية نادرة نسبيا. ومع ذلك، تحتاج المنطقة إلى قصص نجاح من أجل إلهام الجيل القادم من روّاد الأعمال. ومن خلال إنتقالها، انضمّت "تينت" إلى المجموعة الأولى من روّاد الأعمال القادمين من سان فرانسيسكو ومراكز تكنولوجيا أخرى التي تأمل بمساعدة دبي لتحقيق رؤيتها. ومع استمرار الفرص الوفيرة في مختلف القطاعات في جذب العلامات التجارية هناك، ستصبح عروضات وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء المدينة مرآة لتجارب المستهلكين- وستكون "تينت" أول ملتقى لوسائل التواصل الاجتماعي لكسب حصة من هذه السوق.
المزيد حول "تينت"
"تينت" هي منصة للمشاركة الإجتماعية تمكّن العلامات التجارية بتجميع المدخلات الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي وتعديلها وعرضها من مجموعة واسعة من وسائل للعرض من التطبيقات المحمولة إلى الشاشات العملاقة. تأسست "تينت"، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، في عام ٢٠١٣ من قبل ثلاثة خرّيجي جامعة جنوب كاليفورنيا وقد ازدهرت لتصبح في أقل من عام شركة تساوي عدة ملايين الدولارات. إنّ أعضاء الشركة العشرون الذين يشكلون "فريق تينت"، يعملون حاليا لأكثر من 45000 علامة تجارية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك شركات صناعة السيارات والمطاعم، والفرق الرياضية، أصحاب الفنادق، والعلامات التجارية في التجارة الإلكترونية وتجار المتاجر التقليدية. وقد قام الإبتكار المستمر والشفافية والأصالة بتمكين "تينت" من الازدهار في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي المزدحمة. لمزيد من المعلومات، قم بزيارة www.tintup.com