
لطالما كان مجتمع الألعاب اللبناني متخفياً عن الأنظار ونادراً ما نشهد أي مبادرة لدعم مطوري الألعاب الطموحين- ما خلا فرص التواصل في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للألعاب (MEGA) الذي أقيم هذه السنة.
ولكن شهدت عطلة نهاية الأسبوع من 18 إلى 20 سبتمبر/ أيلول تجمّع اللاعبين اللبنانيين للغوص في عالم تطوير الألعاب في الحدث الأول من نوعه من AltCity وهو MEGAplay Game Jam.
انطلق الحدث الذي امتد على ثلاثة أيام مع 9 فرق من مصممي ومطوري الألعاب، ولم يسبق لبعضهم أن اجتمعوا أو عملوا معاً. وكان هدفهم بناء لعبة كنموذج أولي في خلال مدة 48 ساعة.
تخطي تحدي الضغوطات
كشف المنظّمون في اليوم الأول عن موضوع "الضوء والظلام" للمشاركين الذين بدأوا العمل على ألعابهم في اليومين التاليين. وفي نهاية اليوم الثالث، لم يبق سوى 6 فرق.
انتشر المطورون من جميع المستويات حاملين معهم حواسيبهم وأفكارهم.
صرّح مشارك في الحدث جوناثان موركار لعرب نت قائلاً: "إنها لفرصة رائعة جمع أشخاص من خلفيات مختلفة ومفاهيم في منتهى الاختلاف ليتعلّموا التعاون على مستوى الأفكار والعمل كفريق".
أضاف محمد علي حمّود وهو عضو آخر في الفريق اليالغ من العمر 17 سنة قائلاً: "أتى كلّ منا حاملاً معه رؤيته وأفكاره الخاصة ونحن نتعاون حتماً لبناء منتج نهائي مبتكر".
ومع مضي الساعات، كانت الضغوطات تزداد أكثر فأكثر وعلّق سعد رجب من فريق T-Sleye قائلاً: "يعتمد النجاح على الوقت وأسلوب الإدارة، لا بد من التوصّل إلى وسيلة لابتكار شيء جديد في خلال هذا الإطار الزمني".
واعتبر المطورون الأكثر خبرة هذا الحدث فرصة لإعادة إحياء شغفهم بالألعاب وإبراز أفكارهم.
صرّح حسام قزح من فريق Urth لعرب نت قائلاً: "لقد بنيت نموذجي الأولي في العام 1993. والآن بعد مضي 20 سنة على انخراطي في مجال تطوير الألعاب، أعتبر هذا المجال مسعى دائم".
وعندما طلبنا من بعض المشتركين تزويد محبي تطوير الألعاب الناشئين بنصيحة، شدد زميله باسم بستاني بضرورة البدء ببناء مهاراتهم اليوم، ما يمنحهم فرصة للنمو نمواً أكبر.
وقت اللّعب
بحلول نهاية مدة ال48 ساعة، كان الوقت قد حان ليعرض المشاركون نماذجهم الأولية على لجنة التحكيم التي تتألف من رين عباس وزياد فغالي وهما مؤسسا شركة ألعاب مستقلة على الانترنت Wixel Studios.
عرضت ست ألعاب، بدءاً ب"Blink Reflex" التي تأخذ اللاعب إلى داخل رأس لاعب، وتنتقل إلى مستوى جديد في كل مرة يومض فيها اللاعب.
ومن ثم عرضت لعبة "Space Gladiator" وهي لعبة يستهدف فيها مطلقو النار أشياء مختلفة موجودة في مساحة بيضاء وسوداء مثيرة للحيرة. وتلتها لعبة "Space Monsters" وهي لعبة أخرى تتمحور حول موضوع معين حيث يجدر بمخلوق فضائي أخضر جميع الأضواء الصفراء فيما يلاحقه عدو أحمر.
ومن ثم حان دور لعبة "Doom Sprout" (شاهد الصورة أعلاه) التي اعتبرتها لجنة الحكام الأكثر ترفيهاً ومتعة. وتشمل اللعبة النابضة بالألوان نبتة قاتلة يجدر بها ملاحقة مصدر الضوء فيما تحاول تجنب سلسلة من العوائق على كلا جانبي الشاشة.
أما اللعبتان الأخيرتان فهما "Eating Nemo" التي تأخذ اللاعبين في رحلة إلى أعماق المحيط ولعبة "Glow" حيث يجدر باللاعب اجتياز متاهة فيما يمثّل مصدر الضوء الوحيد.
صرّحت رين عباس لعرب نت قائلةً: "أهم ما في أحداث الألعاب ضرورة لعب اللعبة. ففي حدث كهذا، ليس لديك متسع من الوقت وبالتالي إذا ما ركّزت على تفاعل اللعبة نفسه ولم تغرق في التفاصيل غير المهمة، تكون فرصك في النجاح أكبر بكثير".
قريباً مراحل إضافية
بعد معاينة جميع النماذج الأولية، أعلن المنظمون عن فرصة المشاركين الذين نجحوا في اجتياز الحدث في المشاركة في المعسكر التدريبي من AltCity حيث ستتسنى لهم فرصة تعزيز مهاراتهم وقدراتهم والاستفادة من فرص تسريع نمو وتمويل مختلفة.
مقال ذو صلة: 6 استراتيجيات لتنقيد الألعاب في منطقة الشرق الأوسط - القمّة الرقمية 2015