صعوبة دخول المرأة العربية إلى سوق العمل، وكيف وجد بعضهنَّ طريقًا إليه

رجوع
Tom Roychoudhury
أكتوبر 01 2014
الشركات الناشئة
صعوبة دخول المرأة العربية إلى سوق العمل، وكيف وجد بعضهنَّ طريقًا إليه
شارك هذا المقال

في حزيران/ يونيو ٢٠١٢، قام موقعي بيت.كوم  Bayt.com ويوغف YouGov باستطلاع للرأي على أكثر من ألفي امرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول التحدّيات في مكان العمل. 

 

إنّ التحديات الثلاثة الأكثر شيوعًا التي واجهتها المرأة هي قلّة فرص الترقية، بيئات عمل مرهقة وشاقة وساعات عمل غير مرنة. كوني امرأة شابة بدأت بالعملمؤخرًا، فإنّني أدرك الصراعات المذكورة أعلاه. فقبل الدخول إلى سوق العمل، يجب على النساء النظر في كيفية تأثير العملعلى خياراتهنّ الشخصية، مهاراتهنّ في إدارة الوقت وحياتهنّ الأسرية. وفيما يميلعالم الشركات إلى تجاهل الصعوبات التي تواجهها النساء، يقوم ميدان الشركات الناشئة الجديد في دبي بمنح النساء المزيد من الفرص لتحقيق التوازن بين أسرهنّ، شغفهنّ ومهنتهنّ . 

إنضمام الشابات إلى القوى العاملة

عندما بدأت البحث لأوّل مرة عن وظائف للمبتدئين في دبي،ظننت أنّه يجب عليّ تعليقحياتي الشخصية لإيجاد وظيفة جيّدة . بدا لي قبول ساعات عمل طويلة،التنقّلات المرهقة والإيجارات المرتفعة أمرٌ لا مفر منه. ومع ذلك، عرضت عليّ شركة ناشئة مقرّها دبي وتدعى  www.melltoo.com وهي الشبكة الإجتماعية للمستخدمين لشراء وبيع المواد المستعملة، تدريباً يسمح لي العمل من منزلي في العين .   

وعادةً، الاتّصال غير الفعّال هوأحد أكبر مشاكلالعملمن المنزل . لكن لم يكن هذا هو الحال. نقوم أنا وأعضاء فريقي باستخدام مختلف المنصّات للتواصل على الإنترنت مثل جوجل هانج آوتس Google Hangouts ، سلاك.كوم Slack.com ، تريلو Trello الخ،لمناقشة المشاريع الجارية، القيام بجلسات لتبادل الأفكار بالإضافة إلى تبادل المعلومات الهامةيوميًا . وسمح لي العمل من المنزل بتنفيذ مسؤولياتي الشخصية كما أعطاني خبرة عملية قيّمةوفرص تواصل . وكوني منسّقةالعلاقات الإعلامية لموقع www.melltoo.com ، أتيحت لي الفرصة للتواصل مع روّاد الأعمال في ميدان الشركات الناشئة في دبي وتفاعلت مع أصحاب النفوذ في الإعلام، وقد دُعيت إلىمحاضرات متنوّعة حول ريادة الأعمال. فحظيت على جميع الفرص التي لم أعتقد يوماً أنني سأحظى بها كخرّيجة جديدة وبدون تضحية شخصية كبيرة .

وتستفيد أيضاً إيمان بن رمضان، مدوّنة الموضة في موقع www.melltoo.com  والبالغة من العمر إحدى وعشرين عامًا، من مكان العمل الإلكتروني لموقع www.melltoo.com ،لأنّه يتيح لها تحقيق التوازن بين شغفهافي وظيفة بدوامكامل ودراساتها الجامعية عبر الإنترنت في تونس . "في تونس، عليّ التنقّل لمدّة ساعتين يوميًا من وإلى العمل وكان ذلك مضيعة كبيرة للوقتبالنسبة إليّ.إلاّ أنّني منذ أن بدأت العملفي www.melltoo.com ، لاأشعر أنّني أضيّع وقتيبعد الآن، لأنّه بدل أن أمضي ساعات طويلة للذهاب إلى العمل، أمضي ذلك الوقت للعمل على الأفكار والمحتوى لمدوّنة الموضى."

الوقت موردٌ ثمينٌ، ولهذا السبب تتحمّس الشابات، مثلنا أنا وإيمان، لرؤية نموّال مجتمع الريادي لأنه يعيد تحديد الطريقة التي تدير فيها المرأة حياتها الشخصية والمهنية. ولفترة طويلة، كان العديد من النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادراتأو غير راغبات في الإنضمام إلىالقوى العاملة بسببالقيم الثقافية المحافظة. ومع ذلك، فإنّ انتشار الإنترنت والقيم الريادية قدشجّع حتى النساء الأكثر تحفّظاً في الثقافات الأكثر تحفّظاً للمشاركةفي الاقتصادات المحليّة . ويستفيد العالم كثيرا من زيادة مشاركة هؤلاء النساء في القوى العاملة، إذ إنّ "المجتمعات حيث تشارك النساء بشكل أكبر اقتصادياً وسياسياً،تميل إلى أن تكونأكثر استقرارا ."

تحويل الشغف إلى شركات مجدية

عندما يتعلّق الأمر بالعثور على عمل، تجبر العديد من النساء على التنازل عن شغفهنّ من أجل وظيفة مرنة أوبراتب جيّد.ونتيجة لذلك، يخترن الإلتحاق بوظائف في التعليم أو القطاع العام، لأنّ ساعات العمل أقصر والأجور معقولة. ومع ذلك، هناك بعض النساء الغير راغبات في تغيير المهنة مقابل ساعات عمل أفضل، فيشعرن أنّهنّ مضطرّات للتضحية بحياتهنّ الشخصيةمن أجل فرص عمل ذات أهمية أكبر.وبالرغم من ذلك، يمكن لشغفك أن يصبح عملك في العالم الريادي، ولهذا السبب يزداد انجذاب النساء لفكرة أن يصبحن رائدات أعمال.

قامتشيلينا جوخيا بتحويل شغفهاالمستمرّللتنظيم إلى مشروع تجاري مزدهر . شيلينا هي مؤسّسة Decluttr Me ، الشركة الناشئة الأولى مقرّها دبي تقدّم خدمات تنظيميّة لسكاندولة الإمارات العربية المتحدة . عندما سئلت عن أكثر أمر يمتعها في إدارة شركتها الناشئة، قالت شيلينا أنّ القدرة علىتخطيطجدولأعمالهايعنيأنّهاتستطيع الإستفادةالقصوى من وقتها . "عندما كنت أعمل في دبي كمحامية، لم يتسنّ لي رؤية جزءاً كبيراً من المدينة لأنّني كنت أعمل طوال الوقت. الآن وعليّ التواصل من أجل عملي ولقاء العملاء، أستطيع التمتّع في المدينة والتعرّف إلى أشخاص جدد بينما أقوم بتوسيع عملي التجاري." وإحدى الفوائد الأخرى لإدارة شركة التي قد نوّهت عنها شيليناهي قدرتها على القيام بهوايات جديدة في وقت فراغها. "تسجّلت مؤخّراً لأكون مارشال في السباق القادم لجائزة أبوظبي الكبرى، وهو أمر لما كنت سأفكّر فيه يوماً لو استمرّيت في العمل في عالم الشركات. فأنا متحمّسةجدًا لهذه التجربة الجديدة . "

قد يكون العثور على وظائف بساعات عمل مرنة من أجل استكشاف آفاق جديدة، مهمّة صعبة للغاية بالنسبة للنساء ولا سيما للّواتي لديهنّ عائلات. ومع ذلك، تؤمن ثيامير فولد، مؤسّسة "تيتش مي ناو" TeachMeNow ، وهي منصّة ظاهرية تربط الطلاّب والآباء بالمدرّسين، أنّها من مسؤولية النساء للبدء بخلق هذه الفرص لأنفسهنّ .نبغي تشجيع النساء على العمل وعلى إنشاء الشركات وألاّ تكون خياراتهنّ محدودة. نحتاج إلى المزيد من النجاحات والقدوات إن أردنا تشجيع مشاركة النساء."

تقوم ثياب تشجيع النساء على الانضمام إلىالقوى العاملة من خلال المنصة الخاصّة بها التي تعطي النساء فرصة ليصبحن مدرّسات على الانترنت . وبالتالي، منح النساء، وخصوصاً الأمّهات، فرصة لكسب مدخولاً مرناً من منزلهنّ. تظهر ثيا مثل شيلينا كيف يمكن لأي شخص تحويل الشغف إلى مشروع تجاري ناجح. "أنشأت شركتي في دبي لسبب ما، فأنا أؤمن إن كنت تريد تغييراً في العالم، يجب أن تكون جزءاً منه. أريد أن أساعد في بناء مسار للشابات اللواتي يردن إحداث فرقاً في المنطقة . "

تخصيص وقت للعائلة

بالنسبة للعديد من النساء، تبدو فكرة التمتّع بمهنة وبحياة أسريّة ناجحة على حدّ سواء أمراً مستحيلاً، وفي هذه الأيام، هناك الكثير من الضغط على النساء لتحقيق التوازن "المثالي" بين الإثنين. للأسف، هناك عدد قليل جدًا من الوظائف التيتسمح للنساء بالقيام بهذا التوازن، لذلك تشعر الكثيرات بالحاجة إلىالتخلّي عن إحدى الأمرين للتفوّق في الآخر. وتلعب أيضاً سياسة إجازة الأمومة السيئة ومراكز رعاية الأطفال الباهظة الثمن أو الغير مناسبة دورًا مهماً في القرار الذي تتّخذه النساءل ترك سوق العمل .

 

وبالنسبة إلى شارين لي، المؤسّسة المشاركة لموقع  www.melltoo.com وأمّ لخمسة أولاد، كانت تجربتها السيئة مع مراكز رعاية الأطفال إحدى الأسباب التي جعلتها تترك القوى العاملة بحثًا عن وضع عمل أفضل . وقد وجدت ذلك في ميدان الشركات الناشئة. ففي مارس/آذار من هذا العام، شاركت شارين في تأسيس موقع www. melltoo.com مع زوجها موراد، وهو مشروع يديرانه من منزلهما في رأس الخيمة. "يناسبني العمل من المنزل لأنّه بإمكاني الإعتناء بحاجات أولادي. ولأنّني أدرك أهميّة هذا الإمتياز، أعمل بجهد أكبر. ولأنّني مطمئنة على عائلتي ذلك يجعلني أعمل بطريقة أفضل بكثير."

في عصر الإنترنت، هناك المزيد من الشركات الناشئة هي على استعداد لمنح موظّفيها جداولعمل مرنة، وذلك يفتحأبواب جديدةللنساءاللواتي لديهنّ عائلات . مع أنّ رشيدة براون، مدوّنة الأمومة والطفولة ليست أمّا لكنّها ابنة مندفعة والأخت الكبرى بين أحد عشر ولداً وتعيش في أبو ظبي وبالنسبة إليها العائلة تأتي أوّلاً. رشيدة حريصة على إيجاد ظروف عمل تسمح لها بتحقيق التوازن بين مسؤولياتها الأسرية ودراساتها الجامعية على الإنترنت، لذلك،بحثتعن فرص عمل مختلفة . ومع ذلك، لم تجد عملاً مناسبًا لوضعها إلىأن عثرت على فرصة التدريب من المنزل في .www.melltoo.com   "إنّ العمل من المنزل يعني أنّهبإمكاني العملعلى راحتي بدون تضييع الوقت على الطريق، ويمكنني أن أكون حاضرة حين تكون عائلتي بحاجة إليّ ".

لا تقوم الشركات الناشئة فقط بتقديم المزيد منالفرص المرنة للنساء بشكل عام، فهي تقدّم بشكل خاصّ المزيد من الفرص للنساء من جميع الأعمار ومستويات الخبرة . ففي حين أنّ عالم الشركات قد يتردّد في استقطاب موظّف شاب أوعديم الخبرة، إلاّ أنّ الشركات الناشئة هي على أتمّ استعداد للإستفادةمن المواهب الشابة ورعايتها، وذلك يتيح لهابتوظيفأشخاصاً منتجة تمّ إهمالها  في مجتمعاتنا . "في سنّ التاسعة عشر، أشعر بأنّني محظوظة جدًا كوني قادرة على العمل على مشاريع وحملات مختلفة في www.melltoo.com ، لأنّ ذلك يسمح لي بالإطّلاع على خفايا وظواهر العمل كي أحظى على خبرة إضافية مع مرور الوقت. هناك عدد قليل جدًا منالشركات التي تقدّم فرصاً كهذه للمتدرّبين الشباب الذين لا يتمتّعون بخبرة مثلي أنا."