لو كنت رئيس وزراء لبنان، لكنت ...

رجوع
Keith Armstrong
يوليو 25 2012
الشركات الناشئة
لو كنت رئيس وزراء لبنان، لكنت ...
شارك هذا المقال

  كيث أرمسترونغ هو مدير عمليات أول لمؤسسة ستارت آپ ويكِند، حيث يعمل على ابتكار الفعاليات وعقد الشراكات. قبل أن ينضم لستارت آپ ويكِند، عمل كيث كمستشار للعديد من المؤسسات المالية في جنوب أفريقيا في عمليات تمويل المشاريع الصغيرة، وإعداد التقارير المالية. تم ترجمة هذه المقالة من قِبل فريق عرب نت بعد موافقة كيث. يُرجى ملاحظة أن جميع روابط المقالة بالإنكليزية.

لبنان هو بلد رائع، حيثما الحكومة وأصحاب المصالح الخاصة على السواء حريصون على خلق بيئة صحيّة لروّاد الأعمال. ومع ذلك، خلال رحلتي الأخيرة، لاحظت أربعة تحديات على الحكومة اللبنانية أن تواجهها بغية تطويع مناخ أكثر دعمًا لمبادري الأعمال والمستثمرين. لذا، لو كنت رئيس وزراء لبنان، ولديّ رغبة في دعم روّاد أعمال قطاع التقنيات، لكنت ...

أولًا، إصلاح شبكة الإنترنت

لدى لبنان أبطأ شبكة إنترنت على الكوكب، ولكن هذا لم يعُق تزايد عدد روّاد الأعمال من أصحاب المشاريع التقنية الناشئة. على سبيل المثال، قدّم ما يزيد عن مائتيّ رائد أعمال محليّ طلبات مُبكّرة لبرنامج "مُسارع الأعمال سيكنِس 2012." ولكن إذا لم تحلّ الحكومة اللبنانية مشاكل انقطاع الإنترنت، محدودية عرض النطاقات الترددية، والتكلفة العالية للاتصال، سوف تتعرقل مسيرة هؤلاء الروّاد، ويُمسون في وضعية غير مؤاتية للمنافسة في عالم مُعولَم.

ثانيًا، التعاطي مع تطوير البرمجيات باعتبارها نفقات رأسمالية

تقوم "المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات" بعمل رائع لتحفيز الاستثمار في لبنان. تعرّفت على عمل المؤسسة لأول مرة من خلال عمر كريستيديس، حيثما سُنحت لي الفرصة للإطلاع على بعض الجهود التي يبذلونها. توفر المؤسسة اثنين من حزم الحوافز للشركات التي تبغي الاستثمار في لبنان. ومع ذلك، فهذه الحزم بحاجة لتضمين تكاليف تطوير البرمجيات كجزء من الحد الأدنى للاستثمار المؤهَل أن يتحصّل على إعفاءات ضريبية على الدخل في المستقبل. في الوقت الراهن، تتضمن الحزم الحالية "الآلات والمعدات" فقط عند حساب الحد الأدنى للاستثمارات المعفيّة في قطاعات تقنيات المعلومات، التقنيات، الاتصالات، ووسائل الإعلام، بالرغم من أن النفقات الرأسمالية للأجهزة، والمعدات المكتبية والتقنية تعدّ غير ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشركات الناشئة في قطاع التقنيات، حيث تقوم معظم هذه الشركات على محورين رئيسيين، وهما فكرة لامعة وتطوير برمجية مُبتكرة.

ثالثًا، دمج ستارت آپ ويكِندفي مضمار التعليم الجامعي

من المهم تقديم مجال ريادة الأعمال كخيار وظيفي لجميع الطلاب الجامعيين، وليس فقط لطلاب إدارة الأعمال وعلوم الحاسب الآلي. الأهم من ذلك عند تدريس ريادة الأعمال، أن تتحوّل الجامعات بعيدًا عن المراجع التقليدية، إلى تحسين مهارات الطلاب الاستثمارية عبر منصة اختبار لمحاكاة قطاع ريادة الأعمال العملي. قد يكون رأيي منحازًا بعض الشيء، ولكن يبدو لي أن النموذج التعليمي الذي وضعته ستارت آپ ويكِند هو وسيلة رائعة للربط بين الطلاب من خلفيات متعددة، تشجيع التعاون فيما بينهم، وتعزيز عملية التعلّم النشِطة.

السيد حسام كيّال، مستشار وزير الاتصالات، يتفهّم ويقدّر التعليم التجريبي، وكنت قد قدمت له من قبل طلبًا لتوسعة نطاق ستارت آپ ويكِند ليشمل مدنًا وجامعات أخرى خارج بيروت. في الحقيقة، بدا السيد كيال صادقًا ومتحمسًا بشكل كبير، وأتمنى أن يتابع هذا بتنفيذ ما وعد به.

رابعًا، إنشاء محفظة محفظات حكومية مخصصة للحاضنات ومُسارعات الأعمال

لمّا تكون الاستثمارات الإقليمية في قطاع التقنيات قاصرة، يتعيّن على الحكومات أن تساعد في تسريع العملية وجذب مستثمرين أجانب جدد من خلال إنشاء محفظة محفظات (Fund of Funds). أعتقد أنه يجدر بالحكومة الاستثمار في الحاضنات ومُسارعات الأعمال التي يمكن أن تجلب منفعة هائلة لروّاد الأعمال الجدد، بدلًا من اقتصار الاستثمار على ضخّ رأس المال في المحافظ المخاطِرة فقط. كذلك، فإن هذا النوع من الاستثمار من شأنه أن يخفف بعض مشاكل التدفق النقدي التي تعوق مسيرة برامج الحاضنات والمُسارِعات، خاصة تلك التي لم يُكلَل لها خروجًا موفّقًا بعد.

أتطلع لتفقّد ماهية الخطوات التي ستتخذها الحكومة اللبنانية عاجلًا، ولكن، من أجل روّاد الأعمال اللبنانيين، آمل فقط ألا تأخذ وقتًا طويلًا.

نُشرت هذه المقالة بالإنكليزية على مدونة كيث.