مبادرات الأعمال تتفجّر في مصر مثل الألعاب النارية

رجوع
Keith Armstrong
سبتمبر 10 2012
الشركات الناشئة
مبادرات الأعمال تتفجّر في مصر مثل الألعاب النارية
شارك هذا المقال

كيث أرمسترونغ هو مدير عمليات أول لمؤسسة ستارتپ ويكِند، حيث يعمل على ابتكار الفعاليات وعقد الشراكات. قبل أن ينضم لستارت آپ ويكِند، عمل كيث كمستشار للعديد من المؤسسات المالية في جنوب أفريقيا في عمليات تمويل المشاريع الصغيرة، وإعداد التقارير المالية. تم ترجمة هذه المقالة من قِبل فريق عرب نت بعد موافقة كيث. يُرجى ملاحظة أن جميع روابط المقالة بالإنكليزية.

ثمّة مشهد محفور في ذاكرتي من "ستارتپ ويكِند الإسكندرية" في سپتمبر/أيلول 2011، وهو إطلاق الألعاب النارية بعد انتهاء الفعالية. بالطبع أتذكر العرض المذهل الذي قدمته سارة جلال من سوييتي هِڤِن بمصاحبة دمية في يدها؛ وحمى التصفيق التي اعترت القاعة بعد تقديم سعد خان كمؤسس مشارك لشركة لفيلم إنجلز – ضمن شركات عدة؛ بالإضافة لمذاق الأطعمة المصرية التي استمتعت بتناولها لأول مرة. ولكن، بالنسبة لي، فإن شلال الألعاب النارية وصرخات الجمهور المتحمس هي التي ستُعشش في ذاكرتي للأبد. الحيوية الكبيرة التي تميّز بها الحشد ذلك اليوم أثناء الاحتفال بالفرق الفائزة اجتاحتني كنسائم دافئة وكثيفة من البحر المتوسط. بينما كنت أشاهد كل هذه الإثارة، قلت في فسي – هناك شيء كبير ينتظر هذه البلد.

إطلاق الألعاب النارية كان بالنسبة لي رمزًا للتحوّل الثوري الذي حصل في مصر. لم يعد المصريون بحاجة لإذن مكتوب من مسؤول حكومي في وزارة الداخلية لإطلاق مثل هذه الألعاب، بل وأضحت طموحات وتطلعات الشعب أقوى من اليد الحكومية الباطشة التي سادت في الماضي. القمع والسيطرة أمست عادات بالية. لا يشعر المواطنون الآن بأن البيروقراطية الحكومية سوف تقيّد أحلامهم. على مدار الحدث، شعرت أن الإحباط المكبوت يستحيل أمام عيني لفرص تجارية قابلة لمعالجة المشاكل المحلية التي يعاني منها شريحة كبيرة من المصريين. الابتسامات التي علت الوجوه أباحت عن شغف المشاركين بريادة الأعمال. يملك المصريون الآن الجرأة لتحقيق ذواتهم والتمكين لاستثمار أحلامهم، وهذه قوة جارفة لا يمكن الاستهانة بها.

كان من المُلهم بالنسبة أن أشهد حمية جيل الجديد لا يستكين للوضع الراهن، بل يخلق الفرص ويصبو للأفضل. هذا الشباب التقدميّ والمحبّ للتقنيات سوف يكون منارة الموجة الجديدة من الابتكار والنمو الاقتصادي في مصر.

من أجل تسريع معدل النمو والاستفادة منه، يجدر بمبادري مصر أن يستمروا بملء الفجوات الاقتصادية، والاستعداد للمخاطرة ببدء مشاريعهم الخاصة. الأحداث المنظمة ذاتيًا مثل ستارتپ ويكِندهي أكثر الطرق سهولة وفعالية في هذا الصدد. من خلال إعطاء المبادرين النهمين منصة لتجربة أفكارهم ووضعها تخت الاختبار في بيئة مُفعمة بالحيوية وعديمة، أو قليلة، المخاطرة، فإن العديد منهم سوف يبادر بالمحاولة. وبينما يحاول أي شخص، فهو بالتأكيد يكتسب مهارات جديدة، يكتشف سبل مبتكرة للتعاون مع الآخرين، ويثقل خبرته قبل أن يستهل في نقل "بضاعته الفكرية"، سواء من منتجات أو أفكار، إلى السوق المصرية والعالمية.

لمّا كان من الضروري وجود أشخاص يجرّبون أفكارهم، فهو كذلك ضروري أن توجد مؤسسات تقدّر هذه الأفكار وتعمل على تسريعها لبلوغ النجاح المنشود. فلات6لابس هو نموذج ممتاز يدرك الوقد والجهد الذي يفصل الشركات الناشئة عن الشركات الناجحة. على مدار ثلاثة أشهر من التسريع، يقدم فلات6لابس التمويل، التوجيه، والخبرة لزيادة فرص النجاح. يمكننا القول أن المرور من خلال بوابة حاضنة أو برنامج تسريع هي تجربة لا تقدّر بثمن لأي شركة ناشئة. ليس بالضرورة بسبب زيادة فرص النجاح، ولكن بسبب التعلّم الذي يتلقاه الفريق، والذي يجعل حتى في حالة إخفاق الفريق، فإن الدروس المستفادة والعلاقات المكتسبة سوف تُستغل لإنجاح المبادرة التالية.

مبادرات الأعمال، تمامًا مثلما الألعاب النارية، تتطلب حدثًا لتحفيزها، ومنذ سقوط حكومة مبارك، فإن مبادرات الأعمال تنفجر في كل ربوع مصر. أشعر بحماس شديد كون منظمتي، ستارتپ ويكِند، قد تساهم في إزكاء لهب مبادرات الأعمال في مصر، والتي من شأنها أن تغذي مزيد من الابتكار والنمو الاقتصادي في المستقبل. سوف نضيء السماء بألعاب نارية باستمرار في المستقبل احتفالًا بنجاحات المبادرين المصريين!

نُشرت هذه المقالة بالإنكليزية على مدوّنة كيث.

* طالع هذا الرسم المعلوماتي حول استخدامات الهواتف الذكية في مصر.