"الوفيات": منصة تساعد الإنسان على تقبّل فكرة الموت، خطوة بخطوة نحو خاتمة

رجوع
Selim Njem
فبراير 06 2015
الشركات الناشئة
"الوفيات": منصة تساعد الإنسان على تقبّل فكرة الموت، خطوة بخطوة نحو خاتمة
شارك هذا المقال

قد لا تكون منصة الوفيات الشركة الناشئة الأكثر شيوعاً بالمقارنة مع الشركات الناشئة التي تعرّفنا إليها. ويبدو أن هذه المنصة تحتل مركز الوسط في قطاع الشركات الناشئة العربي.

الوفيات منصة للنعيات على الانترنت ولا منافس حتى الآن.

تهدف هذه الشركة، وهي مبادرة متخصصة بامتياز، إلى استبدال قطاع الوفيات على الجرائد من خلال رقمنة النعيات وتعزيز سرعة نشر خبر وفاة شخص ما وسهولته.

صرّح المؤسس المشارك عمر حمدالله قائلاً: "إن نشر نعية عادية في الجرائد تكلّف الناس مئات وآلاف الدولارات فيما تنشر ليوم واحد فقط".

ولا يشار بالنعيات هنا إلى تلك المقالات الطويلة المعمّقة حول الحياة التي خاضها شخص ما وإنجازاته وخدماته، بل هي الإعلانات الموجزة التي تنشرها عائلة الفقيد لتصل إلى عائلته وأصدقائه ليتمكنوا من تقديم التعازي شخصياً، وهو تقليد في معظم مجتمعات الشرق الأوسط.  

تمثّل منصة الوفيات بديلاً أسرع وأحدث لإرسال نص النعية إلى منشورات مطبوعة، وهو إجراء طويل ومكلف في مصر، وهي البلد الأم لهذه الشركة الناشئة.  

إن منصة "الوفيات" ثمرة جهود موحدة استثمرها خمسة أشخاص وهم: المؤسسون المشاركون يوسف السماع (يشغل منصب المدير التنفيذي أيضاً) ونسمة الفار وعمر حمدالله وكون أدونل وأشرف مكلاد.

لا بد من أن تكون التكنولوجيا في خدمة الناس الذين ابتكروها في الظروف السعيدة والحزينة على حد سواء. قد يوافقنا البعض الرأي فيما قد يخالفنا الرأي البعض الآخر. ولكن لا يمكن إنكار الجهود المرهقة التي ترفعها منصة كالوفيات عن عاتق المستخدمين.

بدأت الفكرة عندما اضطر أحد المؤسسين إلى التعامل مع فقدان شخص عزيز وإلى تولّي إجراءات الجنازة ونقل الخبر لأصدقاء الفقيد وأقرب الأقرباء إليه.

نجحت منصة "الوفيات" في استقطاب أنظار كبار المستثمرين الإقليميين والعالميين بما فيهم دايف ماك كلور. نجحت الشركة في الحصول على حضانة Flat6labs في مصر وفي الحصول على تمويل من قبل Cairo Angels وشركة فواز القصيبي القابضة. كما نجحت مؤخراً في الحصول على حضانة وتمويل 500 Startups، أحد أهم برامج تسريع النمو في وادي السيليكون.

دور منصة "الوفيات" الإعلان عن خبر محزن ونشره بهدف مساعدة الكثيرين على الحرص على وصول الخبر في الوقت المناسب. ومن ثم يصبح الناس قادرين على مساعدة بعضهم البعض في المسائل الأكثر أهمية كدعم بعضهم البعض في الأوقات العصيبة التي تلي فقدان شخص عزيز.

تسمح منصة "الوفيات"، والتي تستند إلى نموذج مجاني محدود "فريميوم"، للناس بإنشاء إعلانات موجزة مجاناً ونشرها للإعلان عن مكان وزمان بعض الأحداث المرتبطة بالحادثة كالجنازة ومراسم الدفن. بإمكان المستخدمين دعوة الناس في شبكتهم وأصدقائهم للحضور.

هذا خيار مجاني حيث تنشر النعية على صفحة الرئيسية للموقع وفي النشرة الإخبارية اليومية التي تصل إلى أكثر من 15 ألف مشترك عبر البريد الإلكتروني.

لا يقتضي نشر التعزية سوى بعض النقرات وإضافة معلومات أساسية عن الفقيد. صرّح المؤسس المشارك يوسف السماع قائلاً: "تكمن الفكرة في مساعدة المستخدمين على الإعلان عن أخبار الدفن وتشاركها بسرعة على جميع المنصات والقنوات سواء على الشبكة أو على الأجهزة الجوالة. بإمكان متلقي الإعلان معرفة مكان وزمان وساعة الجنازة والتأكيد على حضورهم؛ كما بإمكانهم إعادة تشارك الخبر مع أشخاص آخرين في شبكتهم أيضاً".

كما تعمل منصة الوفيات على معاينة شبكات المستخدم الاجتماعية ومطابقتها مع أقارب العائلة بهدف تبليغهم عند وفاة شخص ما في شبكتهم. كما تتوفر التعازي المدفوعة على الانترنت وداخل التطبيق نفسه وعبر أدوات Telegram.

تركّز المنصة حالياً على توسيع نطاق قاعدة بيانات المستخدمين القراء والمشتركين مجاناً. وكشف حمدالله قائلاً: "يمكن تحقيق ذلك من خلال تجميع النعيات اليومية التي تنشر في جميع الجرائد على موقعها ونشرها قبل أن يستلم الناس الجريدة".

وستسمح المنصة قريباً للناس بإطلاق حملات تمويل جماعي لقضية اجتماعية نيابة عن الشخص الذي توفي وابتكار مبادرات أخرى كوسيلة لإحياء ذكراهم.

صرّح المؤسس المشارك نسمة الفار قائلاً: "النعية التي نعتمدها لا تتخطى حجم إعلان ولكنها بمثابة تذكار خالد حيث بإمكان الناس تشارك ذكريات أو صور أو قصص أو إطلاق مبادرات تمويل جماعي لقضية خيرية للحفاظ على ذكريات جيدة لأعزائهم الذين رحلوا إلى الأبد".

ويتوقع توسيع نطاق نشاطات هذه المنصة في دول أخرى في الشرق الأوسط في خلال العام 2015.

ذكر المؤسسون إنجازاتهم الأهم، بما فيها تحقيق هدف الوصول إلى 100,000 مستخدم قبل الوقت المتوقع والنجاح في المشاركة في برنامجين من أهم برامج تسريع النمو (flat6labs و500 Startups) بالإضافة إلى عقد صفقات مع أشخاص من ثلاث قارات مختلفة.

وأضاف الفار كملاحظة نهائية قائلاً: "إن الإنجاز المفضل لدي شخصياً هو الحصول على تعليقات وملاحظات إيجابية من مستخدمين ينصحون مستخدمين آخرين باستخدام خدماتنا إيماناً منهم بما نقدمه".

روت أسطورة هندية قديمة قصة شخص فقد أعز أصدقائه وبقي يتعذب إلى أن بلغ الألم ثقل كيس ضخم من الأحجار الثقيلة. ولشدة حزن العائلة وهي تراقب ألم ابنها، قرر كل منهم أخذ كمية من الأحجار ووضعها في كيس وربط الكيس حول كاحله، ما جعل عبء الصبي أقل ثقلاً".

هكذا أرى دور منصة "الوفيات" التي يتوقع لها النجاح الدائم.