النور جه (El Noor Geh) تخفّص الهدر والتكلفة الكهربائيّة

رجوع
Wael Nabbout
مارس 16 2016
الشركات الناشئة
النور جه (El Noor Geh) تخفّص الهدر والتكلفة الكهربائيّة
شارك هذا المقال

في أعقاب الزيادة في انقطاع التيار الكهربائيّ الذي تشهده مصر في الآونة الأخيرة، أسّس ثلاثة شبّان روّاد في الأعمال موقع "النور جه" (El Noor Geh)، وهو متجر ومدوّنة على الإنترنت تركّز على الطاقة واللوازم الكهربائيّة.

مع فشل شبكة الكهرباء المتدهورة في البلاد بمواكبة الطلب المتزايد أكثر من أيّ وقت مضى، تسعى شركة "النور جه" (El Noor Geh) لتثقيف المواطنين حول سبل الحدّ من استهلاك الطاقة. وتقوم الفائدة المباشرة على تحمّلهم لنفقات كهربائيّة أقلّ. وفي المقابل، ينخفض الطلب الكليّ الذي من شأنه أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى نسب أقلّ في انقطاع التيّار الكهربائيّ.

 "النور جه" هو تعبير مصريّ يعني في اللهجة العاميّة أنّ "التيار الكهربائيّ عاد من جديد".

 قام عصام ماجد ومصطفى الخولي بتأسيس الخدمة في شهر نوفمبر من العام 2014، وانضمّ إليهما أحمد مغازي مؤخّرًا. وكان هذا الأخير في الصورة منذ بداية المشروع ولكن لم ينضمّ رسميًّا في المسعى حتّى شهر يناير 2016. ويقود حاليًّا جهود محتوى الموقع ويعالج الجزء الأكبر من الكتابة والضغط للحصول على مساهمات المجتمع المدنيّ.

 التدوين من أجل المزيد من التوعية

 قال مغازي إنّ المؤسّسين كانوا قد حدّدوا فجوة في سوق التكنولوجيا النظيفة؛ وتحديدًا أنّ المنتجين والمستهلكين ببساطة يختلفون في وجهات النظر. وهذه هي المسألة التي تركّز عليها "النور جه" (El Noor Geh). وتسلّط مدوّنة الخدمة الضوء على الثقافة المحليّة لسدّ هذه الفجوة، وذلك باستخدام الفكاهة المحليّة والشخصيّات النمطيّة (مثل عم حنفي، الكهربائيّ على سبيل المثال) لتقديم معلوماتها.

 وأوضح مغازي قائلاً: "الفكاهة مفيدة حقًّا". وقد تحسّن أداء الموقع بشكلٍ كبير منذ تعديل طريقة التقديم وعرض المحتوى القابل للوصول، إذا جاز التعبير. ويقضي المستخدمون معدّل ساعتين ونصف دقيقة على البيان المعروض؛ كما انخفض معدّل الارتداد.

 حساب نفقات الطاقة ومدّخرات التخطيط

 يقدّم موقع "النور جه" (El Noor Geh) للمستخدمين ثلاث حاسبات مختلفة لمساعدتهم في مراقبة استهلاك الطاقة. الأولى، وهي آلة حاسبة تساعد المستخدمين في تحديد فاتورة الكهرباء في وقتٍ مبكر؛ إذ تظهر التكلفة المستحقّة من خلال إدخال قراءة العداد الحاليّ وعدّاد الشهر السابق بكلّ بساطة.

 من ناحية أخرى، تساعد الآلة الحاسبة المعتمدة على الوقت، المستخدمين في تقدير الكميّة التي من المرجّح أن يستهلكها جهاز معيّن. بالتالي، يمكن للمستخدمين اختيار الجهاز المطلوب من قائمة منسدلة تضمّ أكثر من 25 جهازًا يوميًّا شائعًا، مثل أجهزة التلفاز وتجعيد الشعر وموجّهات شبكة واي فاي وغيرها. ويمكنهم أيضًا الإشارة إلى عدد الساعات والأيام التي سيكون فيها الجهاز قيد الاستخدام ومتوسّط الفاتورة الشهريّة التي سيتمّ استخدامها لضبط الأسعار التدريجيّة؛ وبذلك يُظهر النظام تقديرًا للتكلفة.

وأخيرًا، تُعنى الآلة الحاسبة للمولّد بمساعدة الأفراد في معرفة ما هو حجم المولّد الذي قد يحتاجون لشرائه من خلال جمع وحدات القوّة الكهربائيّة للأجهزة التي ينوون تشغيلها على المولّد؛ كما يمكن أيضًا للفلطيّة والأمبير تلبية الغرض.

هل يمكن للتوفير في فواتير الكهرباء إنقاذ "النور جه" (El Noor Geh

يتضمّن موقع "النور جه" (El Noor Geh) أيضًا متجرًا على شبكة الإنترنت يقدّم الأجهزة الموفّرة للطاقة. حاليًّا، يمكن العثور على مجموعةٍ من المصابيح الموفّرة للطاقة والمصابيح ذات الصمّام الثنائي الباعث للضوء (LED) للبيع. وقد تمّ تجديد القسم مؤخّرًا ليشمل المرشّحات التي تساعد في تحديد البحث بناءً على معايير محدّدة. وتقوم الشركة بتسليم هذه المنتجات مقابل رسوم رمزيّة للمستخدمين في القاهرة.

 وبصرف النظر عن هذا العرض الصغير للمنتجات، تقدّم "النور جه" (El Noor Geh) حاليًّا جميع خدماتها مجّانًا. وتركّز بشكلٍ مباشر على بناء مجتمعها وقاعدة عملائها. ولا يبدو أنّ أزمة الطاقة ستنتهي في أيّ وقتٍ قريب. وقد أعلنت الحكومة مؤخّرًا عن خطة لخفض مساعدات الكهرباء تدريجيًّا حتّى إزالتها تمامًا بحلول العام 2019.

 على الرغم من ذلك، لا تعتمد عروض "النور جه" (El Noor Geh) حصرًا على الأزمة. تُعتبر البيئة الصديقة للتكنولوجيا جاذبة بما يكفي في حدّ ذاتها لضمان مثل هذه المنصّة. ومن المتوقّع أن تتمحور مصادر الدخل في المستقبل بشكلٍ أساسيّ حول الصفقات مع المورّدين. وتمثّل الإعلانات خيارًا أيضًا، بشرط أن يجمع الموقع حركة ملحوظة.

 النور هي أزمة الطاقة المحصورة في مصر. وبالتالي، يُطرَح السؤال، هل سنرى انتشار "النور جه" (El Noor Geh) خارج مصر في أيّ وقتٍ قريب؟

 لم يستبعد الفريق إمكانيّة التوسّع من حيث المبدأ مع أنّهم لن يتسرّعوا في الموضوع. وتتركّز خدمتهم على الانتباه إلى ثقافة الجمهور. وفي حال التفكير في التوسّع وتكرار نموذج عملهم في الخارج، سيكون من الأهميّة القصوى إنشاء محتوى وشعور محدّدين بحسب الثقافة.