تومسون رويترز تستحوذ على زاوية [مقابلة مع إحسان جوّاد مؤسس زاوية]

رجوع
Ahmed Zidan
يونيو 29 2012
استثمار
تومسون رويترز تستحوذ على زاوية [مقابلة مع إحسان جوّاد مؤسس زاوية]
شارك هذا المقال

إحسان جوّادإحسان جوّاد هو مبادر أعمال عراقي المولد وبريطاني المنشأ، درس في لندن وعمل كمصرفي استثماري مع مِريل لينش وشرودرز (سيتي.غروب حاليًا). أسس إحسان شركة "زاوية المحدودة،" وهي شركة متخصصة في خدمة المعلومات الاقتصادية، تقديم الأخبار المالية وأبحاث الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي إحدى شركات "سَفَر القابضة." وأسس كذلك هَني.بي.تِك.ڤنتشرز (Honeybee Tech Ventures) في العام 2010، حيث أطلقت الأخيرة موقع "ليمون" للتوظيف عبر الإنترنت عام 2011، كما أطلقت مؤخرًا موقعرَوند منيو. منذ أيام قليلة، أعلنتتومسون رويترز، شركة البيانات والمعلومات المالية العالمية، عن الاستحواذ على "زاوية" بالكامل. أجرت عرب نت مقابلة مع السيد إحسان لمعرفة المزيد عن صفقة الاستحواذ وخروجه وبقيّة المؤسسين من "زاوية."

عرب نت: كيف ولماذا تأسست "زاوية"؟

إحسان: "أسست زاوية بمشاركة حسين مكيّة وزيد جوّاد في لندن عام 2000، ثم انتقلنا لدبي عام 2002. كان مقرّ الشركة في البداية عبارة عن غرفة نومي الشخصية إلى أن تحوّلت لشركة رائدة ذات أرباح تساوي مليونات الدولارات، يعمل بها مائتي موظف. تأسست "زاوية" لملء فراغ في سوق المنطقة، وغرضها الرئيسي هو تقديم المعلومات الاقتصادية، متابعة وتحليل الأسواق المالية، وأرشفة قاعدة بيانات تفصيلية بالشركات الناشطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."

عرب نت: كيف كانت رحلتك مع "زاوية" على مدار اثنى عشر عامًا حتى خروجك منها، وما هي أبرز الإنجازات والمصاعب التي واجهتموها؟

إحسان: "الرحلة كانت ممتعة تمامًا، ولكن من الطبيعي أن تتعرض أي شركة للتقلبّات. أعتقد أن إنجازاتنا هي؛ تعزيز السوق بهذا النوع من التحليل عبر الاشتراك، شراكتنا مع وكالة أنباء داو جونز للأخبار المالية في عام 2006، ثم خروجنا من خلال صفقة استحواذ تومسون رويترز هذا العام. أبرز المصاعب كانت في المخاطرة بتبنّي نوع جديد تمامًا من الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وهو توفير المعلومات والبيانات والتحليلات المالية مقابل اشتراك سنوي. كان الأمر غريبًا لدى البعض في الأول، كون كان السبق الإقليمي "لزاوية" أن تكون "المعلومات" هي سلعتنا الرئيسية، ولكن تدريجيًا جذبنا الشركات الاقتصادية الكبرى التي تُقدّر مثل هذه المعلومات."

عرب نت: ما هي الشركات الرئيسية التي نافست "زاوية" في هذا المجال فيما بعد، ولماذا أصابت "زاوية" دون غيرها هذا النجاح؟

إحسان: "توالى إنشاء شركات منافِسة كثيرة مثل، على سبيل المثال لا الحصر؛ أرابيان بزنس، مينا إف.إم.، مينا ريپورت، واراب فاينانس، ولكنني لا أعتقد أن أيّ منها قد أصاب نفس النجاح الذي أصابته "زاوية،" خاصةً وأنها كانت تقدم أخبارًا مجانية. خطوة مزج الأخبار المجانية بخدمة الاشتراكات، التي تقدم تحليلات ومعلومات حصرية ووافية، كانت فريدة للغاية، ونعزو لها سبب نجاحنا الأول، حيث كنا دائمًا على مسافة متقدمة من جميع منافسينا. اعتمادًا على خطة تسويق ناجحة، استطعنا تدريجيًا أن نتسيّد هذا السوق في المنطقة، عن طريق تقديم معلومات ذات جودة عالية، مما جعل ثمن الاشتراك السنوي يقفز ليبلغ حوالي عشرة آلاف دولارًا أمريكيًا حاليًا. وقطعًا، هذا الاستحواذ سوف يزيد الهوّة بين "زاوية" وأقرب منافسيها."

عرب نت: لماذا يتنازل أحد المؤسسين عن منصب المدير التنفيذي، ويصير نائبًا لمجلس الإدارة، كما فعلت أنت قبل عامين في "زاوية"؟

إحسان: "لقد تحوّلت "زاوية" من مجرّد شركة ناشئة لشركة إقليمية كُبرى، وكان يجب أن نجلب إدارة مناسبة وأكثر خبرة، وبالفعل جلبنا جون-ماغك پوفيك، والذي كان المدير التنفيذي لتومسون رويترز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أنني وشركائي قررنا مواصلة الابتكار والمبادرة بإنشاء شركة جديدة، وهي هَني.بي.تِك.ڤنتشرز. الآن نحاول من جديد أن نسطّر قصّة نجاح جديدة عبر إطلاق خدمات إلكترونية يعوزها سوق المنطقة."

عرب نت: ما الذي يجعل شركة تومسون رويترز تستحوذ على "زاوية" تحديدًا وماذا يُعني هذا الاستحواذ؟

إحسان: "بالتأكيد الأرباح المرتفعة هي ما تجذب أي شركة كبيرة، ومن ثمّ نموّ هذه الأرباع، بالإضافة لعدد العملاء الكبير والذي كان يزيد باطّراد. 80% أعضائنا يجددون اشتراكاتهم سنويًا، حيث لدى "زاوية" بعض الأعضاء منذ عام 2004 حتى الآن، وهذا لا يُعني إلا جودة الخدمة المُقدّمة."

عرب نت: تُعدّ هذه الصفقة ثاني استحواذ لتومسون رويترز على شركة في منطقة الشرق الأوسط هذا العام بعد شراء شركة ليكس غُلفقبلذاك. كيف تفسّر هذا في ظل ثورات سياسية متتابعة تشهدها المنطقة تؤثر ولا شك على قطاعيّ المال والأعمال؟

إحسان: "العالم مُهتمّ بالمنطقة تمامًا، وقطاع الخدمات والمعلومات ينمو بشكل متصاعد. معدّل نمو تومسون رويترز بلغ 2% العام الفائت، وهذا يدفعهم، ولا شك، للتركيز على منطقة بحجم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."

عرب نت: هل ستحفّز هذه الخطوة شركات عالمية أخرى للاستحواذ على شركات إقليمية؟ وكيف تبلغ الشركات الناشئة، من وجهة نظرك، هذا النجاح؟

إحسان: "بالتأكيد! يجدر بالشركات الناشئة أن تُركّز على عرض ربحها المتزايد، ونموّها المطّرد لجذب انتباه الشركات العالمية العملاقة. ولكن علينا أن نعترف، على الجانب الآخر، أن الخروج من السوق في المنطقة صعب لدى أصحاب الأعمال؛ لأن الخروج يستلزم شركة رابحة، بينما نسبة بسيطة من الشركات هي التي تحقق أرباح عالية."

عرب نت: ما هي رسالتك للشركات الناشئة الإقليمية؟

إحسان: "العامل الأول هو الإبداع والابتكار. أعثر على مشكلة! مشكلة حقيقية تؤرق قطاع عريض من الناس، بلا تضخيم؛ لأن بعض المبادرين قد يضخموا المشكلة، وهذا قد يحول دون بلوغ النجاح. إذا عثرت على هذه المشكلة، ونويت أن تكرّس لها جهدك، وقتك ورأسمال، أو رأسمال مستثمرين آخرين، فعليك أن تدرسها جيدًا وتضعها في سياقها وحجمها المناسبين. أعتقد أننا قمنا بذلك في "زاوية،" فنحن قد ساعدنا في حلّ مشكلة مؤرِقة، وهي عدم توفّر المعلومات الاستراتيجية للشركات القائمة والناشئة على حدّ السواء. خُذ شركة في حجم غوغل على سبيل المثال، لقد أصابت هذا النجاح، وأصبحت شركة عالمية رائدة، كونها حددت مشكلة ما وعالجتها، وهي مشكلة البحث عن المعلومات على الإنترنت، وهكذا دواليك. استثنائية الفكرة وتميّز تنفيذها هو العامل الثاني. يجدر بك أن تحاول بلا يأس."

تواصل مع إحسان جوّاد على لينكِدإن من هنا.