عصر الشركة "الاجتماعية"

رجوع
Khaldoon Tabaza
مايو 05 2014
وسائل الإعلام الرقمية
عصر الشركة "الاجتماعية"
شارك هذا المقال

Telecommuting photo from Shutterstock.

نحن نشهد عصر البرامج "الاجتماعية" والأجهزة "الذكية" فنسمع المصطلحات التي تضم كلمة "اجتماعي" أو "اجتماعية" في كل مكان. غير أن استخدام بادئة "اجتماعي" أو "اجتماعية" في بعض الأحيان أكثر من صحيح. 

وخير مثال على ذلك هو نضوج مجال التفاعل الاجتماعي الطابع المدمج في البرامج المؤسساتية بهدف إنشاء ما يعتبر "الشركة الاجتماعية" أو "الشركة 2.0". 

وذلك عبارة عن طبقة إضافية مخصصة للتواصل وتشارك الإمكانيات تضاف إلى البرامج الموجودة مسبقاً على الانترنت، ما يسمح للموظفين والعملاء والموردين بالتعاون وتنظيم المعلومات باستخدام المنصات الجوالة ومنصات الشبكة.

ونلاحظ تسيد نموذج "البرنامج كخدمة" الشركات الحديثة في السنوات الأخيرة الماضية. فأصبح كبار بائعي البرامج يمكّنون موظفي الشركة من العمل في أي مكان من خلال دمج وظائف عمليات الشركات الأساسية في واجهة يمكن النفاذ إليها من أي جهاز كان. 

ولكن ما كانت تفتقر إليه هذه الإضافة اعتماد بعض أفضل الأفكار والوظائف المتوفرة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العميل. فالدردشة والتراسل والتعلق على المنتديات أو مجموعات المستخدمين بالإضافة إلى التعاون على مستوى المحتوى المتشارك جميعها أمثلة واضحة على ما يمكن تزويد الشركة به بما يصب في مصلحتها.

يطلق المحللون والمستشارون على هذا الميل "أولوية المستهلك في الأعمال" (إعادة توجيه تصميم المنتجات والخدمات بالتركيز على المستخدم النهائي الفردي). وبعبارات أبسط، هذا الميل عبارة عن تعزيز ذكاء الشركات واستغلال طبيعة الموظف العادي التي لا تكف تتغير.

يرغب الناس في توفر تجربة تواصل في حياتهم المهنية مطابقة لتلك التي يخوضونها في حياتهم الشخصية؛ إنهم يرغبون في تشارك البيانات مع الزملاء وبالتواصل بسهولة من خلال التراسل عوضاً عن الاكتفاء بالرسائل الإكترونية. إذا كانت تجربة التواصل هذه تعزّز الإنتاجية والسعادة، لا بد من أن تدرك الشركات تأثيرها على النتائج النهائية.

مع دخول أجيال الألفية سوق العمل- أولئك الذين ولدوا في الفترة الممتدة بين أوائل الثمانينيات ومطلع القرن العشرين، أصبح لا بد من اعتماد إمكانيات تواصل وتعاون مشابهة بهدف استبقاء الموظفين الأصغر.

ولهذا السبب أصبح أهم الفاعلين في مجال البرامج الاجتماعية يدخلون هذه الساحة.

وفي العام 2012، استحوذت مايكروسوفت على "يامر" Yammer وهي شبكة تواصل اجتماعية خاصة تجمع بين الأفراد والمحادثات والمحتوى وبيانات الأعمال في منصة واحدة. وفي ذلك الوقت، كانت أكثر من 200,000 شركة قد بدأت باستخدام "يامر" مسبقاً بهدف تعزيز التعاون مع الموظفين. وكانت مثالاً على شركة تسعى إلى حل، ولو من بائع صغير، إذا كانت شركات البرامج الأكبر لا توفر هذا الحل.

فسرعان ما استغلت مايكروسوفت هذه الفرصة وأثبتت أن أدوات التواصل الاجتماعي في الشركة ليست مجرد بدعة. أصبحت شبكة "يامر" الآن جزءاً من شعبة Microsoft Office وجزءاً مهماً من استراتيجية Office 365 ضمن خدمة SharePoint Online .

وقد اشترت شركة "أوراكل" Oracle ، وهي أيضاً من كبار الفاعلين في مجال البرامج المؤسساتية، مؤخراً Involver "إنفولفر" بهدف ابتكار ما يسمى ب"منصة اجتماعية سحابية على مستوى نقاط اتصال أقسام التسويق والمبيعات والخدمات". وتمثل "أوراكل" حالياً منصة اجتماعية موسّعة تستخدم Involver’s SML ( لغة الترميز الاجتماعية). والنتيجة؟ تجربة أشمل والمستهلك يتصدر سلم أولوياتها.

كما أطلقت الشركة المتخصصة في البرامج المؤسساتية  "ساب"SAP  Jam "جام" وهو حل تعاون اجتماعي آمن يمتد على نطاق SAP التكنولوجي بأسره بهدف توفير إمكانيات اجتماعية.

تضم شركة "آي.بي.إم. IBM شعبة للشركات الاجتماعية وأهدافها في هذا المجال في منتهى الوضوح. تصرّح "آي.بي.إم" بأنها تسعى "إلى الربط بين الموظفين والعملاء ليتبادلوا أفضل أفكارهم والعمليات الجديدة".

يبدو أن العميل قد تمكن، وأخيراً، من استلام زمام الأمور! كما ستستفيد الشركات من فوائد الملاحظات المحسّنة لأغراض تطوير المنتجات والخدمات.

إنه عصر المعلومات "المفتوح". وبالتالي لا بد من أن تصبح الشركات منفتحة أيضاً.

ومن جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى تحديات الأمان البرمجي التي يحملها هذا الميل في طياته حتماً. ولكن هذه التحديات جزء من هذا التطور حيث تتفوق الفوائد على المخاوف المحتملة والتي يمكن معالجتها.

لا بد من أن تضع كل شركة هدفين نصب عينيها: تمكين الموظفين وتعزيز التواصل مع العملاء. فالتجارب الإيجابية تؤدي إلى رضا العملاء وعائدات أكبر. وهذا هو الهدف الأمثل الذي تسعى أقسام تكنولوجيا المعلومات في الشركات إلى تحقيقه.

******************

تعرّف أكثر إلى زيد ناصر

زيد ناصر كاتب في مجال الإعلام والتكنولوجيا ومعلّق منذ التسعينيات. وهو مؤسس عدد من المشاريع الإعلامية المحلية والإقليمية المختلفة.