ترجموا أفكاركم إلى خطّة عمل ناجحة بواسطة "دراسة"

رجوع
Wael Nabbout
أكتوبر 26 2015
صناعة
ترجموا أفكاركم إلى خطّة عمل ناجحة بواسطة "دراسة"
شارك هذا المقال

تعرّفوا إلى "دراسة" التي هي احدى الشركات الناشئة التي شاركت مؤخّرًا في "المعرض الرقمي" في "قمّة عرب نت الرقمية" في دبي هذا العام، والتي تشقّ طريقها اليوم إلى ساحة الأعمال الإقليمية.

إنّها أداة للأعمال متوفّرة على الإنترنت تسمح للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة بوضع خططها بشكل سريع وغير مكلف، ولا يجب على مستخدمي تلك الأداة أن يمتلكوا أي خلفية تتعلّق بالمحاسبة أو الأمور المالية، فـ"دراسة" تتولّى القيام بالعمليات الحسابية وتقدّم النتائج المالية على الفور.

وقد ولدت فكرة خدمة "دراسة" في السعودية، وقد كانت صاحبةُ الفكرةِ المستشارةَ الماليّة خولة المدودي. أمّا تنفيذ الفكرة فقد كان بمساعدة من متخصّصين في مجال الاستثمار وخبراء في تكنولوجيا المعلومات.

وأحد الدوافع الأساسية لإنشاء "دراسة" كان تشجيع روّاد الأعمال. ورغم أنّ خلفية خولة المدودي المهنية تتعلّق بشكل أساسيّ بالمشاريع المتوسّطة والكبيرة فإنّها حرصت على أن تكون "دراسة" مصمّمة للشركات الناشئة والأعمال الصغيرة حصرًا. وتقدّم "دراسة" للمستخدمين إرشاداتٍ سهلةَ الاتّباع تكون على شكل خطوات متتالية، وذلك في كلّ مرحلة من خطّة العمل. 

الانتقال من عالم الشركات إلى ساحة الشركات الناشئة

تحمل المدودي إجازةً جامعية في العلوم المالية من "جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدّة" وماجيستير إدارة أعمال تنفيذي في التمويل الإسلامي من "جامعة كاس للأعمال" في دبي، وهي مسجّلة حاليًّا في برنامج "شهادة ستراتفورد للإبداع وريادة الأعمال".

وقبل "دراسة" أمضت خولة المدودي 5 سنوات في العمل كمحللة مالية في مصرف استثماري في جدّة حيث عملت على النمذجة المالية للمشاريع المتوسطة والكبيرة ووضعت خطط أعمالها وقدّمت تقييمها لها. وعملت المدودي لاحقًا لفترة قصيرة في مجال الاستثمار في شركة أسهم خاصّة.

أمّا أول عمل للمدودي في بيئة الشركات الناشئة والأعمال الصغيرة فكان حين عُيِّنت كمساعدة في مجال الاستثمارات لاثنين من المستثمرين في "برنامج التجار" الذي هو النسخة السعودية من "دراغون دن". وقد كانت المدودي في ذلك العمل على تواصل مباشر مع روّاد أعمال وأشرفت على العناية الواجبة وخطط العمل وتقارير التقييم.

وبعد ذلك شاركت المدودي في جدّة في ورش عمل تتعلّق بالمحاسبة والأمور المالية، كما كانت عضوة في لجنة إجراء المقابلات في فرع الرياض للسيدات في جدّة، كما قدّمت الاستشارات لكثير من الطلاب والشباب الذي يمتلكون أفكار أعمال ما.

وقد نشأت فكرة "دراسة" لدى المدودي في كانون الأول/ديسمبر من العام 2013، وذلك بعد أن التقت بطالبة من "جامعة أم القرى" لديها فكرة عمل وتحتاج إلى خطّة وتحديدًا توقّعات ماليّة، لكنّها كانت تمتلك ميزانية محدودة جدًّا ولا يمكن لها أن تدفع مقابل ذلك تكاليفَ تصِلُ إلى 15,000 رِيال سعوديّ (أي نحو 4,000 دولار). وأمام هذا المأزق سألَتْ تلك الطالبةُ إنْ كان بإمكانها أن تستفيد من نماذج جاهزة لذلك الغرض وأن تحظى ببعض النصائح بحيث تضعُ هي خطّة العمل بنفسها.

وقد ولّدت هذه الحالة لدى المدودي فكرة نشر نماذج من ذلك النوع على الإنترنت لتكون متاحة للتنزيل من قبل الجميع على شكل ملفّات "إكسل" (Excel) أو "وورد" (Word). وقد قامت المدودي بعصف ذهني مع أصدقاء وزملاء وزبائن سابقين حتّى ولدت "دراسة" أخيرًا.

أمّا العمل على "دراسة" فقد بدأ في نيسان/أبريل من العام التالي. وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 أُطلِقت نسخة تجريبية باللغة الإنكليزية. وفي كانون الثاني/يناير من العام 2015 أطلقت خولة المدودي نسخةً مُحسَّنة من "دراسة" وهي نسخة فيها واجهة مستخدم باللغة العربية.

وقد قام فريق "دراسة" بتطويرها وفق ردود الفعل التي تلقّاها الفريق، وهي ردود تركّزت بشكل أساسي على واجهة المستخدم وتجربته. وقد قرّرت مؤسِّسَة "دراسة" أن تستثمر مالًا فيها للمرّة الثانية وأن تغيّر واجهة المستخدم بالكامل. وقد احتاجت هذه العمليّة إلى بعض الوقت، لكن في 6 تموز/يوليو 2015 وبعد أن تمّ عرض "دراسة" في "قمّة عرب نت الرقمية" في دبي أُطلقت النسخة 3.0 من موقع "دراسة" الإلكتروني مع واجهة مستخدم جديدة وتجربة مستخدم جديدة. 

فأل خير للنسخة التجريبية من "دراسة"

إنّ "دراسة" مموّلة من خولة المدودي وهي تنال أيضًا عائدات من خلال الاشتراك بها. وتقدّم "دراسة" حاليًّا ثلاث باقات ألا وهي: باقة روّاد الأعمال التي تبلغ تكلفتها 200 دولار وهي تمتدّ لـ6 أشهر، وباقة المستشارين التي تبلغ تكلفتها 360 دولار في السنة. وتتيح هاتان الباقتان الاستفادة من رسوم بيانية كما تتيح تنزيلَ ملفات بصيغة "بي دي أف" (PDF) ومشاركةَ الخطط مع الآخرين ممّا يتيح عملًا جماعيًّا. أمّا الباقة الثالثة فهي مخصّصة لحاضنات الأعمال ومسرعي الأعمال، وهي باقة تقدّم ميّزات حسب الطلب تلبّي حاجات الزبائن.

وتعمل "دراسة" أيضًا على إضافة خدمة الاستشارات الهاتفية وعلى تنظيم ورشات عمل تكون كلّ ورشة منها ليوم واحد فحسب، وهي ورشات ستُنظّم بالتعاون مع مستشارين معتمدين.

وتقول المدودي: "إنّنا حظينا بالفعل على نتيجة إيجابية ومشجّعة من زيارتنا إلى "عرب نت" في دبي"، وتضيف قائلةً: "إنّنا لم نفعّل خطّتنا للتسويق بعد، ونحن راضون كثيرًا عن الأداء، فرغم أنّنا ما زلنا في مرحلة النسخة التجريبية فإنّنا نتلقّى ردود فعل إيجابية".

وحتّى الآن لا يزال سوقُ "دراسة" هو السعودية والمنطقة العربية، لكنّ الشركة لاقت بعض الاهتمام من تركيا. لذا سيكون إضافة اللغة التركية إلى موقع "دراسة" الإلكتروني والتوسّع نحو تركيا أمريْن مُمكِنيْن بالتأكيد.

وتقول المدودي في هذا المجال: "على الرغم من أنّنا نستهدف المنطقة العربية فإنّ لـ"دراسة" مستخدمين من الولايات المتحدة". إنّ 34% من المستخدمين هم من السعودية، و14% من المستخدمين هم من مصر، و10% من المستخدمين هم من الأردن.

ويشكّل منْ هم بين الـ25 والـ34 من العمر 45% من مستخدمي "دراسة"، فيما يشكّل من هم بين الـ18 والـ24 من العمر 29% من المستخدمين. وتقول المدودي: "من المثير للاهتمام أنّ مَن ألهمنا لإنشاء "دراسة" كانت امرأة شابّة، لكنّ 51% من مستخدمي "دراسة" هم رجال".