
تقدّم المنازل الذكية العديد من المزايا مقارنةً بالمنازل التقليديّة. فأنظمة المكننة الآلية للمنزل تعطي أصحاب المنازل القدرة على إدارة العديد من الأجهزة ووسائل الراحة في منازلهم بلمسة زر واحدة أينما كانوا. كما أنها تسمح لأصحاب المنازل مشاهدة الدوائر التلفزيونية المغلقة من هواتفهم الذكية أثناء العمل، وإقفال النوافذ والأبواب والمرائب عن بعد بالإضافة إلى برمجة الأضواء وتلقي البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية أو الرسائل النصيّة من خلال نظام إنذار خاص بهم. ولكن ربما احدى أكبر فوائد الأتمتة المنزلية هو كفاءة التوفير بالطاقة. ومن خلال المهام الخاضعة للرقابة والأجهزة الموفرة للطاقة التي تتضافر لتوفير الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، يمكن لمالكي المنازل تقليل الضغط على الموارد الطبيعية، والحد من انبعاثات الكربون، وتوفير ما بين 10٪ إلى 30٪ من تكاليف الطاقة.
مع ذلك، هناك بعض العوائق التي تحول دون اعتماد البيوت الذكيّة في الأسواق الجماعيّة: ارتفاع تكاليف التنفيذ، وقضايا الأمن والخصوصية، والافتقار إلى الوعي والتجزئة التكنولوجية والتعقيدات التقنية. التكلفة هي واحدة من العوائق الرئيسية لاعتماد المنازل الذكيّة، فأجهزة المنازل الذكيّة هي عموما أكثر تكلفة من تلك غير الذكية، وتتراوح في السعر من 10 آلاف دولار أمريكي إلى أكثر من 100 ألف دولار. التحول إلى المنزل الذكي يعني أيضا شراء أجهزة منزلية ذكية أخرى متوافقة. القرصنة هي مسألة أخرى قد يواجهها مستخدمي المنازل الذكيّة.
فمشكلة مستخدمي المنازل الذكية أن جميع الأجهزة المنزليّة الذكية تعتمد على شبكة الإنترنت للتواصل والعمل بكفاءة. وأخيرًا، التوافق بين الأجهزة هو التحدي الرئيسي لأصحاب المنازل الذكية. وبما أن بعض الأجهزة لا تتصل بسلاسة مع أجهزة أخرى أو تعمل من خلال بروتوكولات مختلفة، فاختيار ما هي الأجهزة التي ستعمل معًا في منزل واحد يمكن أن يكون صعبًا، ومحبطا للمستهلك. لذلك، من أجل الاستفادة الكاملة من أفضل إمكانات مكننة المنزل الذكي، على المصنّعين تطوير التكنولوجيات القائمة على المعايير المفتوحة المشتركة، وهو مستوى من التعاون قد يستغرق بعض الوقت لتحقيقه.
على الرغم من التحديات، ثمة نمو بارز في منتجات وتطبيقات إنترنت الأشياء مع انخفاض في التكاليف والاجراءات التي يمكّنها التقدّم التكنولوجي في أنظمة أتمتة المنازل وزيادة أهمية أنظمة مراقبة المنازل عن بعد بالإضافة إلى زيادة متتابعة للمنتجات الجديدة من خلال كبار المصنّعين ولذلك، يشهد سوق البيوت الذكيّة نموا ملحوظا في العمل والمبيعات والتوقعات.
بظرف 40 عاما فقط، انتقلت أنظمة التشغيل الآلي للمنازل من مرحلة الفضول بالتكنولوجيا فائقة التقدم إلى وسائل للراحة المنزلية الحديثة بأسعار معقولة ويبدو المستقبل مشرقًا. مع زيادة الاتصال والأجهزة المتصلة، تصبح المنازل الذكية أكثر وظيفية، ويتوقع المحللون أنه سيصل عدد الأجهزة المتصلة إلى ما بين 26 مليار و 30 مليار بحلول عام 2020. كما من من المرجح أيضا أن تصبح الروبوتات متكاملة تماما في أنظمة المنزل الذكي المستقبلية، مع إدارة أنظمة التشغيل وكذلك تقديم المساعدة في المهام اليدوية. وأخيرا، إنه من المرجح أن تتضمن أنظمة المنزل الذكي في المستقبل تقنيات التعلم التي سوف تتعلم مزاج المستهلك والأنماط والسلوكيات، والرد وفقا لذلك.