
قدّمت مبادرة دبي الذكيّة في العام 2014 بهدف ارساء مكانة دبي كأذكى مدينة في العالم بحلول العام 2017، مع اعتبار السعادة معيار للنجاح. واحتلّت دبي المرتبة السابعة على مؤشر السعادة في العام 2014، والتأثير الذي يمكن للمدينة أن تحدثه كبير، من خلال تحسين مستويات السعادة. تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تلعب التكنولوجيا دوراً حيوياً باعتبارها محفّزاً لتحقيق هذا الهدف.
والمبادرة تشجّع التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف في ست ركائز استراتيجية: الحياة الذكية، النقل الذكي، المجتمع الذكي، الاقتصاد الذكي، الحكم الذكي، والبيئة الذكية، كلّ منها يستفيد من البنية التحتية القوية في تكنولوجيا المعلومات والتي تطوّرها المدينة حاليّاً. دعم مبادرة المدينة الذكية هو التزام لفتح نظم البيانات والحكم والذي من شأنه تمكين التعاون متعدد الأشكال بين مختلف القطاعات في السعي نحو تسهيل خدمات مدنية.
ضمن هذه الأبعاد الستة، تشمل الاستراتيجية تنفيذ أكثر من 100 مبادرة في مجالات النقل والاتصالات والبنية التحتيّة والكهرباء والخدمات الاقتصادية والتخطيط المدني، بالإضافة إلى خطة من ألف خدمة، لتحويل الحكومة والقطاع الخاص نحو "الذكاء". تتعاون دبي الذكية مع 11 شريك استراتيجي لتحقيق الرؤية: هيئة مياه و كهرباء دبي (DEWA)، المجلس التنفيذي، هيئة الصحة بدبي (DHA)، هيئة الطرق والمواصلات (RTA)، وزارة السياحة والتسويق التجاري (DTCM)، شرطة دبي، بلدية دبي، حكومة دبي الذكية (DSG)، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي (DED)، وسلطة واحة دبي للسيليكون (DSOA)، ومنطقة دبي للتصميم (d3).
ثمة فرصة لمتابعة الدكتورة بن بشر، وخبراء دبي الذكية لمعرفة كل يحدث من تطوّرات ومشاريع، وذلك ضمن قمة عرب نت الرقمية، 30-31 مايو. التسجيل لحدث دبي هذا العام لا يزال سارياً، ويمكن الاطلاع على أجندة الملتقى وجدول المتحدثين.
موقع عرب نت سيقدّم على مدار الأسبوع سلسلة من المقابلات مع شركاء دبي الذكية الاستراتيجيين للحصول على فهم أفضل لكل ما قُدّم من مبادرات.
مقابلتنا الأولى هي مع سعادة الدكتورة عائشة بن بشر، مدير عام مكتب دبي الذكية:
ما هو الدور الذي تلعبه دبي الذكية؟
مبادرة دبي الذكية، التي تم اعتمادها رسميّاً في مارس آذار 2014، تهدف إلى ترسيخ اعتبار دبي كأسعد مدينة في العالم بحلول العام 2017. المبادرة مبنية على أربع ركائز استراتيجية رئيسية وستة أبعاد تعرّف المبادرات الذكية على مستوى المدينة. الرؤية حيال لقب أسعد مدينة يكاد أن يقترب من الواقع، مع اطلاق العنان للتكنولوجيا بمهمّة تمكين تحويل دبي إلى احدى أذكى المدن في العالم وأكثرها إتصالاً.
لتحقيق مهمتنا، نتبنى الابتكارات التكنولوجيّة، والتي تجعل دبي تجربة أكثر كفاءة وأماناً وتأثيراً على المقيمين والزوّار. أطلقنا مؤخراً منصّة دبي الذكية بالشراكة مع Du، وهي العمود الفقري الرقمي لمدينتنا الذكية، موحّداً البنية التحتية للمدينة، والبيانات المفتوحة والمشتركة والخدمات والتطبيقات الذكية على نطاق المدينة.
المنصة أصبحت نظام التشغيل المركزي لدبي وستكون مختلفة عن أي منصة مدينة ذكية أخرى عاملة في العالم اليوم. لتحقيق طموحنا لدبي الذكية، أرسينا أول مخطّط على مستوى العالم يشمل المدينة بكاملها وليس فقط قطاعات أو مناطق معيّنة منها. نحن نوحّد العمليات لتمكين التأثير في جميع أنحاء المدينة، من البنية التحتية المتصلة بإنترنت الأشياء، لفتح البيانات والبيانات المشتركة، واستخلاص الرؤى والابتكارات.
كيف تشرك دبي الذكية المواطنين والمقيمين والزائرين لردود الفعل حول تنفيذ جميع المبادرات؟ كيف يتم قياس تأثير كل خدمة؟
مقياس السعادة كان أول المبادرات الاستراتيجية "للمدينة الذكية" في دبي. هو أول محرك في العالم لاتقاط المشاعر بالبث المباشر في جميع أنحاء المدينة، وهو يمثل مقياس لهدف السعادة. ومع ذلك، فإن مقياس السعادة هو أكثر من مجرد مخزن للتجارب وردود الفعل: من خلال لوحة بيانات مركزية يمكن إنشاء خريطة للسعادة في جميع أنحاء المدينة، والذي يسمح للمشغلين من الجهات الحكومية بمراقبة نقاط اتصال لربط وترتيب خبرات العملاء داخل القطاعات الصناعيّة وفي مختلف المناطق الجغرافيّة، وكذلك التفريق بين التفاعل المباشر وعلى شبكة الإنترنت. مقياس السعادة، حالياً في مرحلته الأولى، سيتم قريباً طرحه في القطاع الخاص، ونحن ننوي في المستقبل استخدام التكنولوجيا ذات الصلة للاستفادة من تحليل أعمق وأكثر دقة لردود فعل الناس وتجاربهم.
بما أنه ثمّة مجمع هائل من البيانات، ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها لحماية البيانات؟
مبادرة دبي الذكية مدعومة بمنصة موحّدة متعددة المهام، وهي تتضمّن توليد كميات ضخمة من البيانات، والكثير منها في الوقت الحقيقي وهو يعود بالفائدة على المنصة المركزيّة. الأمن هو أولويّة المنصة، في كل جزء وطبقة. كلما كانت المدينة أذكى، كلما كثرت برامج الكومبيوتر، كلما انصهرت الأنظمة وأصبحت أكثر انفتاحاً للوصول إلى البيانات التي يتم جمعها من قبل جميع تلك الأنظمة. السياسات الأمنية المعمول بها لضمان خصوصية السكان قويّة لدينا، وكذلك الحماية من الهجمات التي يمكن أن تؤدي إلى سرقة البيانات أو أعطال.
ما الفريد في دبي الذكية مقارنة بمدن ذكية أخرى؟
مخطط دبي، على مستوى المدينة بكاملها هو كناية عن مبادرات تهدف إلى تطوير مدينة ذكية واحدة موحدة، بدلاً من تنفيذ مبادرات ذكية تغطي صناعات وقطاعات معيّنة. وكجزء من هذا النهج الموحد، هو القدرة على استخلاص البيانات من مجموعة واسعة من المصادر وجعلها متاحة لأطراف معنية. وعلاوة على ذلك، اختيار دبي للسعادة كمقياس للنجاح هو أيضا نهج فريد جداً واستثنائي ويجعلها متوافرة الى الاطراف المهتمّة.
ما نظرتكم لدبي كمدينة مثالية للمستقبل؟
دبي سريعة النمو، فعدد السكان وصل إلى 2.46 مليون من 0.6 في العقدين الماضيين، ناهيك عن 12 مليون سائح سنوياً. تم تنفيذ مبادرة دبي الذكية للتحضير للمرحلة القادمة من النمو لتصبح دبي مدينة ضخمة. من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص وذلك في جميع أنحاء الأبعاد الاستراتيجية الستة، وسيتم ملء دبي في المستقبل بالناس السعداء وتمكين العيش السلس والفعال والآمن في المدن الذكية.