الصورة: الشخصيّة شاهين من اللعبة القتالية تيكن 7

---- 

أكثر فأكثر يسألوني في هذه الأيام بالتفصيل حول "معقل الحيتان" هذا، الذي يسمّى المملكة العربيّة السعودية. 

سيكون هذا موضوع حديثي في دبي هذا الشهر، وكجزء من تحضيراتي قرّرت القيام بمسح حول لاعبي الهواتف النقالة، تجنّبت فيه لاعبي الألعاب المجانيّة واللاعبين الذين يُعدّون أسماك صغيرة غير جديرة، واستهدفت الدلافين والحيتان فقط. للتوضيح،  إنّه مسح شارك فيه لاعبين الذين لا يدفعون أقل من 50 ريال سعودي (13 $) شهرياً وتسميتهم هنا الدلافين والحيتان. يمكن القول أنهم بمثابة جواهر، يعودوا لنا بقيمة حياتيّة وهم في حياتنا. خلال فترة أسبوعين (من 12 سبتمبر حتى 26 سبتمبر)، 747 من هؤلاء السعوديّين ردّوا على المسح. وإليكم ما قالوه. 

أولا، إنهم مجموعة تأخذ اللعب بجدّية: 25٪ منهم يشغّلون ألعاب الهواتف النقّالة لمدة 3 ساعات أو أكثر في اليوم.

كما وجدت الدراسة تجمّعات فوق العادي للحيتان الأصيلة! على الأقل 13٪ منهم، وهذا تعريف للاعبين الذين لا ينفقون أقل من500 ريال سعودي، التي تعادل 133$ بسعر صرف 3.76.

لقد قيّمت المشاركين على أساس نظام فريميوم freemium أو الدفع ضمن الألعاب مجانيّة التحميل، وكان من المثير للاهتمام أن نرى أن 56٪ فقط من هؤلاء المشاركين يدفعون لتحميل الألعاب. 74% قالوا أنهم يدفعون للتحميل إما مرة واحدة في الشهر فقط، أو فقط في بعض المناسبات.

ألعاب المغامرة (55٪)، الحركة (42٪)، الألعاب الاعتياديّة السهلة (27٪)، الاستراتيجية (26٪) اللغز (24٪) هي أعلى فئات الأنواع. تأتي بعدها في الترتيب وبنسب متقاربة الألعاب الرياضيّة (20٪)، والتنافسيّة الشرسة (19٪)، والسباقات (18٪). يجدر القول، أن الدراسة لم تجد مفاجآت من نوع خاص، بل أن الاتجاهات في النتائج عالمي – أي أنّ السعوديين عرضة للإدمان على ألعاب مثل سوبرسيل Supercell وكاندي كراش Candy Crush مثل أي شعب آخر حول العالم.

ما يثير دهشتنا، نحن دعاة التعريب والتوطين، هي خيارات اللغة التي عادةً ما يلعبون فيها.

نكون مضلّلين لو نقول أنه من المهم توطين الألعاب وتعريبها، لا سيما الألعاب العادية التي تحتوي على حد أدنى من النصوص. بالرغم من أن السعوديون يفضلون أن تكون اللعبة بلغتهم الأصلية، من الواضح أنهم لا يجدوا اللغة حاجزاً مطلقاً يمنعهم من الاستمتاع بأروع وأشهر الألعاب. 

ما نعرفه نحن كمشجّعين لتوطين للألعاب هو أن القيام بالتعريب يُحسّن من نسب كسب المشجعين على مختلف الأصعدة- على الأقل بنسب أحاديّة الأرقام. وهذا أمر مهم خاصة بالنسبة للألعاب ذات الأداء المتوسط أو تلك التي لا تشهد تقدّما كبيراً نحو الصدارة. يكون من الطبيعي التعريب، وأيضاً إلزامي، للألعاب ذات الاعتماد الكبير على السرد القصصي أو تلك التي تحتاج إلى فصل اللاعبين من أجل تعزيز ديناميكيات مجتمعاتهم المحلية الصحيحة.

إذن من هم هؤلاء اللاعبين الذين يدفعون لنا الكثير من المال إذا أكسبناهم وأرضيناهم بالأسلوب الصحيح؟ 61% منهم يتراوح عمرهم ما بين 25-44 سنة، و 30% منهم 24 سنة وأصغر. 23% هنّ من النساء. ولكن كما هو الحال في السعودية عادةً، الغالبية ممّا يختارون إجابة "أفضّل عدم القول"      (11% في هذا المسح) هنّ نساء. هذا ما عليكم أخذه في الاعتبار عندما نرى التفاوت بين الجنسين.

51% من الدافعين يستخدمون نظامiOS بينما 45% منهم يستخدمون آندرويد. عادةً يكون لآندرويد الأفضلية من حيث أعداد المستخدمين، ولكن هذه نتائج منطقيّة في هذه الحالة بما أنّ المسح مصمم للدافعين فقط. ونحن نعلم جميعاً نصيب الأسد من عائدات متجر التطبيقات المستمر في التدفق إلى جيب أبلApple، وهذا ينعكس حقيقةً في السعوديّة، كما في أي مكان. لذلك أجد أنه من المنطقي أن نسبة الدلافين تميل ناحية iOS. 

من أجل سياق أفضل، أقدم لكم شرحي التفصيلي لسوق الألعاب السعودي الحالي بناءً على أحدث تقرير لـ Newzoo (في 19 أكتوبر). 

مقالات ذو صلة:

نداء إلى عُشّاق الألعاب: إستعدّوا! فحلبة الألعاب قادمة! تعرّفوا على المتأهلين للنهائيات في مُلتقى عرب نت الرياض 2015 

6 استراتيجيات لتمويل الألعاب في منطقة الشرق الأوسط - القمّة الرقمية 2015 

MEGAplay Game Jam في بيروت - البحث عن ألعاب أفضل 

*أمير اسماعيل بوزورجزاده هو شريك مؤسس في غايمغايز Gameguise وهي  ناشر للألعاب على الإنترنت في الشرق الأوسط مقره دبي واستشاريّة لمطوري الألعاب العالميين والناشرين الذين بحاجة إلى مساعدة محليّة في فهم وتشغيل السوق.