
خلال أشهر قليلة، قامتلعبة "فزعة" بالغزو على صناعة الألعاب المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهي تسجّل بذلك أرقامًا قياسيّة للتطبيقات التي تمّ تطويرها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو من قبل شركات من المنطقة. وقد تم تنزيل اللعبة مليون مرّة (منها 90٪ من دول مجلس التعاون الخليجي) وذلك خلال أشهر قليلة، لتسجل في بعض الأحيان أكثر من 30،000 تنزيل في اليوم الواحد. وتزعم"ثينك غيمينغ Think Gaming" أنّ الإيرادات اليومية للعبة "فزعة" تصل إلى أكثر من عشرة آلاف دولار وذلك من عمليات الشراء داخل اللعبة فقط، لتحتل المرتبة رقم ١٨۵ من بين التطبيقات الأعلى ربحًا. ويقدّربرج الإستشعار قيمة اللعبة بحوالي 800.000$.
وهناك العديد من الألعاب الإستراتيجية القتالية المجانية مثل لعبة صراع العشائرClash of Clans ، جنغلهيت Jungle Heat وكينجز بريدجKingsbridge التي تدعو المستخدمين إلى إنشاء قبيلتهم الخاصة وتطوير بلدتهم وتدريب القوات للدفاع عنها ضد الأعداء ومحاربة لاعبين آخرين. ويمكن للاعبين أيضًا تسريع تقدّمهم في اللعبة من خلال المشتريات النقدية داخل اللعبة. وبرزت لعبة "فزعة" وسجّلت أرباحًا غير مسبوقة بالنسبة لتطبيق من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فكيف تمكّنت شركة"لمبة" التي مقرها في سان فرانسيسكو أن تكون على قدر المسؤولية؟ ووفقا لعبد الله الزبن، المؤسس والرئيس التنفيذي، فالنجاح لا يرتبط بأي عنصر؛ وإنما هو مزيج من الأشخاص المناسبين والمواقف الصحيحة - بالإضافة إلى مكوّن سرّي.
وصفة النجاح
بفضل علاقاتهم مع صناعة الألعاب، استطاع الزبن وشريكه المؤسس والمستثمر التأسيسي، علي دياب، بتكثيف عملياتهم بسرعة وتجنب المصائد الشائعة. وحالما فهما سوقهما المستهدفة والقيود المرتبطة بصغر حجمها النسبي في ذلك الوقت، كانا قادرين على بدء العمل على إيقاع أفضل بكثير وذلك باستثمار الوقت والمال الكافيين في المجالات التي كانت ضرورية للنمو مثل بنية الخادم، اكتساب الزبائن، والتطوير الجديد للمحتوى، إلخ. وقد قام مقرّها في سان فرانسيسكو بإعطاء "لمبة" موقعاً ممتازاً يمكن من خلاله الاستفادة من البيئة الحاضنة للألعاب والتكنولوجيا في منطقة خليج سان فرانسيسكو ووادي السليكون. ويقوم الزبن بالبحث عن الأشخاص الأفضل في مجالهم، من مهندسي البرمجيات إلى فناني الأبعاد الثلاثية، ورسّامي الشخصيات، الملحنين ومؤلفي تأثيرات الصوت، الخ. وقال: "عليهم أن يكونوا مهتمين بالفعل في الثقافة العربية، وبعد ذلك نقوم بكل ما يلزم لجعلهم يعملون معنا".
وبالتأكيد، فإنّ العامل المميز للعبة "فزعة" هو الأقلمة في القصة والشخصيات واللغة. أمّا مهمة "لمبة" فهي إنشاء ألعاب محمولة ممتعة وجميلة للعالم العربي. "نحن نفتخر بثقافتنا، ونعتقد بالفعل أنّ لا أحد يستطيع تصوير ذلك بالطريقة التي تستحقها إلاّ العرب." ما يجعل اللعبة فريدة من نوعها هو تطابقها الحقيقي مع جمهورها المستهدف. أولاً، بدأت لعبة "فزعة" في شبه الجزيرة العربية. وقد استلهمت الشخصيات والقصص من أحداث حقيقية في التاريخ، ثم تمّ إعادة تصورّها وتصميمها لتناسب العالم الطريف للألعاب المحمولة. كما أخذت أيضًا "لمبة" الوقت لدراسة الشباب العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا لفهم اهتماماتهم وتطلعاتهم. فقد أخذت هذه الأفكار في عين الاعتبار عند صياغة القصة وجمع عناصرها.
ولكن العمل لا يتوقف عند هذا الحد. وقال الزبن: "جمهورنا ذكي وراقي، ويتمتّع بالألعاب التي تم صقلها بصريا وفنيا، وهي سوف تميز بالتأكيد بين الألعاب التي لا تستوفي نوعية معينة". فتقوم جميع المراجعات على الانترنت بالثناء على مفهوم اللعبة ورسوماتها البصرية.
هل يستطيعون القيام بذلك مجددًا؟
هل قامت لعبة "فزعة" بجعل المهمة صعبة جدًا؟ يأمل الزبن ذلك بالتأكيد. "لمبة" عازمة على تقديم ألعاب محمولة عالية الجودة لتساوي المعايير العالية التي وضعتها استوديوهات تطوير اللعبة العالمية، وإنّ نجاح لعبة "الفزعة" لم يرضي الفريق بعد. وقال: "إذا سألت الفريق، سيقول لك أن ما زال هناك الكثير للقيام به قبل اعتباره نجاحًا". وحالما تم إطلاق لعبة "الفزعة" في شهر يوليو/تموز 2014، ظلّت "لمبة" تقوم بتحديث اللعبة باستمرار لابقاء الامور مثيرة للاهتمام وتحسين الأداء. ويعمل المطوّرون حاليا على زيادة سرعة معدل الأطر للعبة والإتصال بين المزوّد والعميل، ولكن في الوقت الحالي، هذه ليست قضايا كبيرة للاعبين. في موازاة ذلك، بدأت "لمبة" بإعادة تجهيز عملياتها الفنية وتحسينها بالإضافة إلى التطوير الهندسي وذلك لتحسين اللعبة، كما أنها تقوم أيضًا بالتحضير لمشاريع جديدة. وأضاف الزبن: "نحن نسعى دائما لإنشاء ألعاب أفضل بأضعاف من اللعبة الأخيرة التي أنشأناها". وهناك لعبة جديدة تم تحضيرها خلال العام الماضي بالشراكة مع عرض مشهور على موقع يوتيوب. وسيتم الإعلان قريبًا عن تفاصيل هذا الإصدار الجديد.
مستقبل لامع للألعاب المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
قال الزبن: "طالما هناك مجتمع قوي ونابض بالحياة حول ألعابنا، نحن سعداء لأنّ ذلك يعني أننا نتماشى مع مهمتنا لإنشاء ألعاب محمولة عربية ممتعة وجميلة". تقوم "لمبة" حاليا بإنشاء استديو جديد في دبي والذي ستنشئ وتطلق من خلاله المزيد من الألعاب للمنطقة.
تعرّف أكثر على رؤية "لمبة" ولماذا منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصبح المحطّة للألعاب المحمولة في عدد شباط/فبراير 2015 من مجلّة عرب نت الفصلية المطبوعة.