
فينيت سينغلا، المدير العام للأعمال الجديدة ومدير المنتج، دوبيزل
ثمّة ما يقارب 2.5 مليار من الهواتف الذكية في العالم. وتشغل تطبيقات هذه الهواتف ما يقارب 60% من مجموع الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، في حين ينخفض الوقت الذي نقضيه على الحواسيب المكتبية.
وتحتلّ قاعدة مستخدمي الهواتف النقالة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا المركز الثاني مقارنة بقاعدة المستخدمين في آسيا والمحيط الهادئ، واحتفاظ دولة الإمارات العربية المتّحدة بمكانتها الإقليمية التي تتمثّل بأعلى معدل انتشار للهاتف النقال يُقدَّر بـ80.6 في المئة من السكان، والذي من المتوقّع أن يصل إلى 82.8 في المائة بحلول العام 2019.
وتصبح تطبيقات الهواتف النقالة أكثر ذكاء من أيّ وقتٍ مضى، وذلك بدعمٍ من الطاقة الحسابية المكثفة للسحابة والنطاق الواسع والوصول إلى بيانات المستخدم. كما تصبح التكنولوجيا سلعية بشكل متزايد مع توريد مكونات ومنصات جاهزة للاستخدام، وتمكين ظهور نماذج تجارية جديدة بسرعة. وقد أدّى كلّ هذا الوصول والتطوّر إلى خلق فرصة للملايين من مطوري التطبيقات لتقديم الخدمات والحصول على التقدير. ومع ذلك، فإنّ التحدي هو مقدار حصة الوقت المحدود الذي يمكن للمستخدم إعطاؤه لأيّ تطبيق. وتأتي الميزة التنافسية من الابتكار في تجربة المستخدم، وليس من بناء مكونات تقنية جديدة.
وعلى الرغم من أنّ تطبيقات الهواتف الذكية تهيمن على الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، أصبح تنزيل التطبيقات يساوي الصفر تقريبًا في الولايات المتّحدة الأمريكية؛ إذ يُعتبر تمييز المنتجات على الهاتف المحمول أصعب بكثير مع الملايين من التطبيقات المتنافسة. ويتمّ تخصيص نسبة 90% من الوقت للجوال لبضعة آلاف من التطبيقات فقط من أصل أكثر من مليوني تطبيق في مختلف متاجر التطبيقات.
ويتمّ إطلاق ما معدّله 10 آلاف تطبيق جديد يوميًّا ويحصل التطبيق النموذجي على أقلّ من 10% من التسجيلات من المستخدمين الجدد. وليس من المستغرب أن يشكّل الحصول على حصّة من وقت المستخدمين تحدّيًا ويكون الاحتفاظ بهم مخيبًا للآمال للغاية، وفقًا لطبيعة التطبيق. ينخفض عادة عدد المستخدمين النشطين في الأسبوع الأول بشكلٍ حادّ جدًّا وتفقد معظم التطبيقات 77% من مستخدميها في غضون الأيام الثلاثة الأولى و90% في غضون أول 30 يوم، بخلاف أفضل 10 تطبيقات في أيّ متجر للتطبيقات. وفي اليوم التسعين، تكون معظم التطبيقات قد فقدت 95% من مستخدميها، مقارنة مع أفضل 10 تطبيقات تحتفظ بحوالي 50% من مستخدميها بعد 90 يوم، وفقًا لشركة تحليلات الهواتف النقالة "كويترا" (Quettra) (المملوكة من "سيميلارويب" (SimilarWeb)).
ويمكن أن يُعزى هذا الأمر إلى أنّ المستهلك أصبح أقلّ صبرًا واهتمامًا في التطبيقات ذات المستوى المتوسّط. ويميل المستخدمون إلى تنزيل التطبيقات الأكثر استخدامًا، وتكون نسبة صغرى منهم على استعداد لاستخدامها في كثير من الأحيان، وذلك بما أنّ تكلفة تنزيل التطبيق لا تزال مرتفعة بشكلٍ مستقرّ. ولا يكون سوى حوالي 5% من إجمالي المستخدمين فقط نشطين في أيّ يوم من الأيام. وتُضطّر الشركات الآن إلى الابتعاد عن الاكتساب والتركيز على الاحتفاظ، مع إعطاء اهتمام متزايد للتطور وإضفاء الطابع الشخصي على تجربة المستخدم. وتقول التجربة إنّ الاحتفاظ بالمستخدم يكلّف 5 مرات أقلّ من اكتساب مستخدم جديد.
ما الذي قد يقود هذا الاختلاف؟
وتُعتبر أفضل طريقة لتحقيق الخبرة في الحفاظ على المستخدمين هي استهداف الأيام الثلاثة الأولى من الاستخدام، وهو ما يُسمّى بمرحلة "الاستقبال"؛ وهو الوقت الذي يحصل المستخدمون فيه على القيمة التي وُعدوا بها. ويكون الاحتفاظ بالمستخدمين ثلاث مرات أكثر فعالية في حال أتمّوا الإجراء الأول بعد التنزيل عوضًا عن إرسال رسائل البريد الإلكتروني المزعجة والإخطارات التلقائيّة. ومن المهمّ فهم كيفيّة تجربتهم للتطبيق، والميزات التي يستخدمونها، وعدد المرات التي يزورون فيها التطبيق. وثمّة احتمالات كبيرة بأن يختاروا عدم تفعيل الإخطارات أو إلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني أو حذف التطبيق تمامًا في حال لم تلبّي التجربة توقّعاتهم.
لذلك، إليكم بعض النصائح التي يمكن النظر فيها لمواجهة هذا التأثير
-
إضفاء الطابع الشخصي على تجربة الاستقبال من خلال فهم اهتمامات المستخدم ورغباته
-
إدخال السمات الرئيسية للتطبيق في وقتٍ مبكر من خلال التلميحات المفيدة؛ وتعليمهم كيفية التفاعل مع هذه الميزات باستخدام النقاط الساخنة والرسائل في التطبيق وجولات التعرّف على المنتج
-
حملهم بشكلٍ أسرع على إتمام "الإجراء الأول" والحصول على الفائدة المرجوّة
-
مساعدتهم في الوصول إلى ما يريدونه في وقتٍ مبكر من تفعيل التطبيق
تتمثّل إحدى الطرق في تنشيط المشترين في موقع دوبيزل في إعلامهم كلّما أصبحت الإعلانات الجديدة متاحة لعمليات البحث التي تمّ حفظها. وتسمح ميزة التخصيص هذه للمشترين بحفظ معايير البحث الخاصّة بهم من شاشة قوائم التطبيق ثمّ الجلوس والاسترخاء. ويقوم التطبيق بإخطارهم كلّما كانت ثمّة إعلانات جديدة متاحة قد يرغبون في التحقّق منها والاتصال بالبائع قبل أن يقوم مشترون آخرون بذلك.
ويحصل تطبيق دوبيزل دائمًا على تصنيف عالٍ باعتباره تطبيق نمط الحياة الأول في متجري "آبل آي تيونز" و"جوجل بلاي". وتكون نسبة الاحتفاظ بالتطبيق 40٪ في اليوم الأول و18٪ في اليوم السابع. ويقوم 15٪ من قاعدة مستخدمي التطبيق بزيارته يوميًّا للتحقّق من الإعلانات عن الممتلكات والسيارات والوظائف والخدمات والسلع العامّة.
وتكافئ كلّ التطبيقات التي تفهم قوة التنشيط المبكر مستخدميها بإزالة الحواجز في تجربة المستخدم. ويُعتبر تحسين تجربة الاستقبال، وكسب اهتمام المستخدمين في الجولات الموجّهة وجعلهم يستخدمون التطبيق في وقتٍ مبكر في رحلة التنشيط للقيام بجولة أخرى، المفتاح لزيادة نسبة الاحتفاظ بالتطبيق.
لذلك، إذا استطاع صاحب التطبيق إتقان مجموعة هذه النصائح للمستخدمين الجدد، تزيد فرص الاحتفاظ بهم. ويكون التحسين المستمرّ لتجربة المستخدم أمرًا ضروريًّا لحلّ كلّ نقاط الاهتمام والحصول على نتائج فضلى.