
تُعتبر الرعاية الصحية واحدة من أكبر الصناعات في العالم. ويُقدَّر حجم سوق الرعاية الصحية على الصعيد العالمي بما يتراوح بين 5 و6 تريليون دولار، حيث تتراوح صناعة الصحّة الرقميّة بين 55 و67 مليار دولار وتنمو بنسبة تتراوح ما بين 20-25٪ سنويًّا. وتشهد صناعة الصحّة الرقميّة نموًّا سريعًا وتكتسب إمكانات تعطيليّة كبيرة في حين كانت دائمًا صناعة مربحة لإدخال التقنيات التخريبية إليها والاستثمار فيها.
فيما يلي 6 اتّجاهات تقنية من المتوقّع أن تحدث تغييرًا في صناعة الرعاية الصحية هذا العام:
-
المنتجات القابلة للارتداء
يبدو أنّ اتّجاه الرصد الذاتي سيستمرّ طوال عام 2017، حيث تصبح التقنيات الطبية القابلة للارتداء أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويتمّ إدخال المزيد من الأجهزة في السوق. ولا تخدم الأجهزة الصحية القابلة للارتداء، والتي ترصد كلّ شيء من النوم إلى الإجهاد، كمقياس مستمرّ لصحّة الفرد فحسب، بل تسمح أيضًا للأطباء بمراقبة الأمور عن بعد مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم. وفي حين أنّ للأجهزة القابلة للارتداء العديد من التطبيقات الواعدة في مجال الرعاية الصحيّة، إلا أنّ المخاطر تشمل الحصول على قراءات غير دقيقة ومشاركة البيانات الخاطئة وفساد البيانات أثناء النقل.
-
الرعاية الصحية عن بعد
يبدو أنّ عام 2017 هو العام المحدّد للرعاية الصحية عن بعد، حيث يهدف مقدّمو الرعاية الصحية لتعزيز قدرتهم على تقييم المرضى ومراقبتهم وتشخيصهم عن بعد عبر الاتّصالات الآنيّة. يمكن للرعاية الصحية عن بعد أيضًا، بالإضافة إلى إزالة الحواجز الجغرافية وزيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية للمرضى في المناطق الريفية، أن تخفّض التكاليف والزيارات الأولية للمرضى في المستشفيات وتحسّن التواصل بعد الخروج من المستشفى وتسهّل فرص الحصول المحسّنة على الرعاية. وتهدف المستشفيات والمرافق الطبية الكبيرة أيضًا إلى الاستفادة من الرعاية الصحية عن بعد بين الإدارات والموظفين لادارة شؤون المرضى وتبادل المعلومات الصحية الخاصّة بهم في الوقت الحقيقي.
-
البيانات الكبرى
ثمّة الكثير من الصخب حول البيانات الكبرى في العديد من الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحيّة. ومع إمكانيّة تعقّب كلّ التفاصيل عن تجربة المريض وحفظها بفضل التقنيات القائمة وزيادة حجم البيانات بسرعة، ثمّة طلب على الاستثمار الكبير للوقت والموارد لمعرفة كيفيّة إدارة كلّ هذه البيانات وحفظها ونقلها بأمان. لذلك، تتمتّع البيانات الكبرى بإمكانات هائلة لتحويل النهج في الرعاية الصحيّة والتفرّد في العلاج الطبيّ وتحسين الأرباح وخفض التكاليف غير المباشرة وتوقّع الأوبئة وعلاج الأمراض وتحسين نوعية الحياة وتجنّب الوفيات التي يمكن الوقاية منها.
-
البلوك تشين
مع أنّ تقنية البلوك تشين ظهرت في الصناعة المالية لمعاملات العملات المشفّرة، إلا أنّه ثمّة اهتمامٌ متزايد في هذه التقنية في مجال الرعاية الصحيّة أيضًا. وفقًا لشركة ديلويت (Deloitte)، يمكن لهذه التقنية تسهيل إنشاء مصدر للمعلومات الصحية يتمتّع بشمولية أكثر وأمان وقابل للتشغيل المتبادل ودعم العقود الذكية والمساعدة في الكشف عن أعمال الغشّ وتحسين دقة دليل المزوّد وتبسيط عملية التطبيق وتسهيل العلاقة الديناميكيّة بين المؤمّن والعميل. ويمكن أن تؤدّي هذه التقنية أيضًا في مجال الصحّة السكانية والتأمين الصحيّ على وجه التحديد، إلى المزيد من الشفافية وخفض التكاليف الإدارية وإزالة الحاجة للوسطاء وضمان الوصول المستمرّ إلى سجلات المرضى.
-
الحوسبة السحابية
من المتوقّع أن تشمل نسبة كبيرة من الاستثمار المعجّل في تكنولوجيا الرعاية الصحية تقنية السحابة في عام 2017. ووفقًا لمسح أجرته HIMSS Analytics حول السحابة، تستخدم أكثر من 83٪ من منظمات الرعاية الصحية تقنية السحابة، ويقدّر أن ينمو سوق الحوسبة السحابيّة في مجال الرعاية الصحية إلى 9.48 مليار دولار بحلول عام 2020، وفقًا لتقرير MarketsandMarkets. لا تساهم تقنية السحابة في تسريع الطريقة التي تستخدم بها صناعة الرعاية الصحية المعلومات أو تشاركها عبر الشبكات فحسب، بل تسهّل أيضًا أرشفة السجلات الإلكترونية واستخدامها وتبسيط التعاون بين الأطباء وتقليل احتياجات التخزين الداخليّ، وتسمح بإجراء تحليلات البيانات عالية الطاقة.
-
روبوتات الدردشة في الرعاية الصحيّة
تؤدّي روبوتات الدردشة دورًا قيّمًا في صناعة الرعاية الصحية، حيث أصبح التخصيص المفتاح لتعزيز الولاء والحفاظ على المرضى. ويمكن للمرضى عن طريق هذه التقنية، الحصول بسهولة على الدعم الصحيّ من الممرّضات والأطباء خلال ساعات العمل وبعدها، ويمكن استخدام الاتّصالات الآمنة والشخصيّة لكلّ الأمور من المشورة حول دواء ما إلى المهام الإداريّة مثل جدولة المواعيد واستلام نتائج الاختبارات. وتستطيع هذه الروبوتات أيضًا استخدام تقنيات مثل تحليل المشاعر والتعرّف على الصور لتوفير المرضى ومقدّمي الرعاية إجابات شخصيّة فوريّة عن استفساراتهم الطارئة في الرعاية الصحيّة.