
يعيش مجتمع ألعاب الموبايل في العالم العربي في تناقض. فالموهبة والتعلّم والرغبة أمور واضحة فيه. ولكن الموارد المحلية التي يمكنها أن تساعد هذا المجتمع على الحصول على التمويل والتوزيع الناجح لألعابهم ما زالت قليلة جدًا.
قال أندي بين -رئيس مجلس الإدارة في شركة نشر الألعاب البريطانية Mastertronic: «تحتاج المنطقة العربية إلى المزيد من ناشري الألعاب المحليين، ولكن على المبرمجين أن يتولوا المسؤولية بأنفسهم أيضًا». Play 3arabi و«طماطم» هما شركتا نشر الألعاب الوحيدتان اللتان تصلان المبرمجين بالمستثمرين والمسرعات والأسواق العالمية بشكل فعال. ولكن شركات النشر وحدها غير كافية لتطوير القطاع. وثمة إجماع على أن على المبرمجين بذل الجهد والبدء بتطوير مهاراتهم التجارية.
يمكن للمستثمرين والمسرعات وحتى بعض شركات النشر، أن تساهم في تطوير هذا القطاع ونجاح ألعاب الموبايل. ويجب على المبرمجين أن يجتذبوا اهتمام هؤلاء بعرض متميز للفكرة. وقد طرح العشرات من وكلاء الألعاب الدوليين والناشرين والمبرمجين آراءهم ونصائحهم خلال معرض وملتقى الألعاب في الشرق الأوسط (MEGA).
1. جهز نموذجًا تجريبيًا يعمل بشكل جيد
لم تعد العروض التقديمية، التي تعتمد على شرائح العرض المزودة بالأرقام والرسوم البيانية، كافية. فعلى المبرمجين أن يجهزوا نموذجًا تجريبيًا من اللعبة، أو المنتج القيم بالحد الأدنى، كي يكونوا في دائرة المنافسة. وذلك حسب قول كارستن فان هوسن، الرئيس التنفيذي في Gameforge.
2. اجمع ما تستطيع من الخبرة
المصادر التعليمية المتوفرة في العالم العربي للمبرمجين قليلة، ولكن المحترفين العالميين في مجال الألعاب عادةً ما يتمتعون بالسخاء بالنصيحة، وفقًا لقول توبياس سيورغن من Paradox Interactive (السويد). ويشكل الوكلاء -مثل Digital Development Management و Interactive Studio Management- موارد مفيدة أيضًا. ولكن الأهم، هو احتواء الفعاليات والملتقيات العالمية على قيمة تعارف كبيرة، وهي هامة لهذا المجتمع، وذلك حسب قول جوزيف شومالي، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي في Play 3arabi.
3. كن مبدعًا
من المُفترض أن يكون هذا القول نافلًا. فقطاع الألعاب هو قطاع إبداعي بامتياز. وقد تطورت تجربة الألعاب تطورات كبيرة منذ الألعاب الأولى، فباتت تتضمن الألغاز والألعاب على الإنترنت، وألعاب تقمص الأدوار RPG، وألعاب المغامرات، وألعاب إطلاق النار، ومنصة Wii. وقد فتحت الإنترنت المجال أمام الألعاب الكبيرة ذات اللاعبين العددين MMO، وغيرها من ألعاب الإنترنت ذات الزمن الحقيقي. عمومًا، تبني كل لعبة جديدة على ما قدمته الألعاب السابقة من نماذج، وبعضها تُقلّد الألعاب الناجحة تقليدًا كاملًا. ولكن، من دون إبداع في القصة وطريقة اللعب، سيصاب المستهلكون بالملل.
4. اعرف كيف يفكر المستثمرون
ثمة ميل عام للتعامل مع المستثمرين على أنهم حلفاء، ونسيان أنهم فئة من الجمهور المستهدف. عندما تعرض فكرتك على مستثمر، من المهم أن تفهم ما يبحثون عنه، سواء كان ذلك سد ثغرة في لائحة استثماراتهم، أو دعم عرض تجاري قوي وجذاب، أو الدخول إلى أسواق جديدة وواعدة، إلخ.
5. شكل العرض مهم بقدر مضمونه
إن عرض الفكرة بثقة يطمئن المستثمر بلا ريب، فقد يكون لدى المبرمجين أفكار رائعة على الورق، ولكن عليهم أن يعكسوا ذلك في طريقة عرضهم لتلك الأفكار. إن التحدث بتردد أو تواضع زائد، أو التحدث بلغة لا تعرفها جيدًا، يؤثر سلبًا على عرض الفكرة، وعلى الفكرة نفسها. الحل البسيط، وهو التدريب المستمر.
6. رسِّخ العرض في ذهن المستمعين
وفقًا لقول دانيل إن -الرئيس التنفيذي في شركة نشر الألعاب الألمانية Gamebrokers- يتم طرح 800 تطبيق جديد يوميًا في أوروبا وحدها. ويشير هذا الرقم إلى العدد التقريبي للمبرمجين الذين يتصلون بالناشرين والمستثمرين. وللتميُّز بين المنافسين، على المبرمجين أن يرسخوا عروض أفكارهم بحيث يتذكرها من يستمع إليها. ويقول أندرو ووكر -المؤسس الشريك في Game Founders، أول مسرعة ألعاب في أوروبا-: «لا توجد وصفة سحرية لعرض الأفكار، ولكن هناك أدوات يمكن استخدامها». من تلك الأدوات هي استخدام وسائل الإيضاح أو الفيديو، الذي يحل اليوم محل الباوربوينت، على حد تعبير ووكر.
7. اعرض أفكارك دائمًا
لا يكفي عرض الفكرة بشكل جذاب ويمكن تذكره للنجاح، لذا على مبرمجي ألعاب الموبايل أن يتابعوا المحاولة، وأن يعرضوا أفكارهم باستمرار. والجيد في هذا أن كل عرض للأفكار، ولا سيما العرض السيئ، هو تجربة تعلم كبيرة. فالآراء التي يسمعها المبرمجون الذين يقدمون أفكارهم تساعدهم على تحديد موقعهم مقابل المستثمرين، والسوق، إلخ. وبالتالي، يدفعهم ذلك إلى مراجعة أهدافهم وتعديل (أو تحسين) عرضهم للأفكار حسب تلك المراجعة.
مقالات ذات صلة: 10 ألعاب واعدة صدرت من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2014 ولعبة "فزعة" تجتاح المنطقة! و«نعم غيمز» تطلق لعبة «كلمات» العربية الجميلة