5 أخطاء يجب اجتنابها في التدوين

رجوع
Maysaa Al Ajjan
أغسطس 18 2014
ريادة الأعمال
5 أخطاء يجب اجتنابها في التدوين
شارك هذا المقال

يعود أول نشاط في التدوين إلى عام 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تنضم إلى موجة التدوين العالمية إلا بعد 10 سنوات من بدايتها. وفي بلادنا، بدأ العديد من محبِّي التكنولوجيا بالتدوين بوصفه تحديًا مسليًا، فوجدوا أنفسهم يكرِّسون المزيد من وقتهم للتدوين، بعد عدة سنوات.

ولعل إحدى أولى المدوَّنات في لبنان هي مدونة "وكالة أنباء العربي الغاضب"، التي يعود تأسيسها إلى عام 2003 ، بإدارة الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو خليل. بعد فترة قصيرة، ظهرت مدوَّنات عدة بنهج مشابه، وتوسَّعت لتتضمن مواضيع متنوعة وشخصية، كمدونة "ربيع بيروت"، وهي "نظرة عفوية لأخبار لبنان (والمنطقة)، من منظور لبناني مغترب"، ومدونة Ritakml.info الشخصية. وانطلقت مدونة "حساء للعقل" Mind Soup ومدونة "+ 961 " (الرمز الهاتفي للبنان)، عام 2008 لتكونا مركزًا ثقافيًا يتناول كافة المواضيع من لبنان والشرق الأوسط، بما في ذلك السياسة، والحراك الاجتماعي، والترفيه، والرياضة، وغيرها. وفي عام 2009 ، انطلقت "مدونة جينو الخارق" ومدونة "بلوغ بلدي"، ولاقت هذه المدونات رواجًا تدريجيًا، وتحولت إلى منصات وطنية تُعرَف بالمناداة بالإصلاح الاجتماعي والسياسي، بالإضافة إلى الكثير من التسلية والترفيه.

ولدى "مدونة جينو الخارق" أكثر من 11 ألف متابع على فيسبوك، وهو عدد كبير نسبةً إلى عدد سكان لبنان، الذي يبلغ 3.5 مليون نسمة. إلا أن المدونة التي تجمع أكبر عدد من القُرَّاء والمتابعين هي المدونة المتخصصة في مجال المطاعم، "بلا ثوم وبلا بصل" NoGarlicNoOnions ، والتي أسسها طبيب الأسنان المُهتمّ بفنون الطهي، أنثوني رحايل. ولدى رحايل 22 ألف متابع على فيسبوك ويزور مدونته 8000 شخص يوميًا. زار أنثوني أكثر من ألف مطعم في أكثر من 140 مدينة وكتب عنها، ويبيِّن ذلك مدى تفانيه والتزامه تجاه شغفه، وهو ما يقودنا إلى الخطأ الأول الذي يرتكبه معظم المدوِّنين الجدد، وهو غياب الالتزام بمدوناتهم.

ذكرنا عددًا من المدوِّنين البارزين في لبنان، وما يلي هو ما قالوه بشأن الأخطاء التي يرتكبها المدوِّنون المبتدئون.

1 - التدوين المُتقطِّع


إن إدارة مدوَّنة تشبه امتلاك شركة؛ فالمُدوِّن في هذه الحالة مسؤول عن تحديد طبيعة منتجه (ما هو نوع المدونة؟)، ودراسات السوق (من هو جمهور المدونة؟)، وتكوين صورة العلامة التجارية. على المدوِّن إذًا أن يعي دوره كرائد أعمال يحمل هدفًا.

وكما هي البدايات العادة، يشعر المدوِّنون -مع انطلاق مدوناتهم- بالحماسة تجاه مسيرتهم في التدوين، وينشرون بكثافة في البدء. ثم تبرد حماستهم تدريجيًا، ويتناقص ما ينشرونه بعد تخرجهم من الجامعة، أو انتقالهم إلى وظيفة أفضل وتتطلب وقتًا أطول. إذا لم يحافظ المدوِّن على مواعيد منتظمة، لن يعلم القرَّاء متى يبحثون عن المحتوى الذي ينشره. قال رحايل لعرب نت: "أنا أدوِّن يوميًا، بمعدَّل 3 منشورات كل يوم. لقد أصبح [التدوين] جزءًا من حياتي". ويحاول رحايل زيارة أكثر من 3 مطاعم كل أسبوع كي يجد مواد للنشر على مدونته.

إلا أن التدوين المتواصل لا يعني أن على المدوِّن نشر أي شيء لمجرد النشر. تقول ريتا كامل، مؤسِّسة المدونة الشخصية Ritakml.info : "أنشر مرة أو مرتين في الشهر". جمعت ريتا كامل أكثر من 9 آلاف متابع، وهي تدوِّن منذ عام 2006 ، وتضيف: "أنشر عندما يكون لدي ما أقوله".

2 - السرقة الأدبية


فلنواجه الواقع. لبنان دولة صغيرة تنتشر فيها الأخبار بسرعة عبر عشرات المصادر الصحفية والإعلامية، ومنها المحتوى المنشور على الإنترنت. وقال مدوِّن فضَّل عدم ذكر اسمه لعرب نت: "يجب ألا يكون هذا مبرِّرًا لنسخ الأخبار العاجلة من المدوِّنين الذين يتمتعون بصلات قوية ونشرها في مدوَّنة أخرى من دون الإحالة إلى الأصل. في المقابل، يستطيع المدوِّن أن يتناول الموضوع أو الخبر من وجهة نظره الخاصة، بطريقة "مدونة جينو" مثلًا، التي تتناول العديد من المواضيع وتنتقدها بذكاء".

3 - التحول عن المسار الأصلي


قد تبدو هذه الناحية دراميةّ إلى حد ما، ولكن، كما ذكرنا سابقًا، يجب أن تضع المدوَّنة لنفسها هدفًا وجمهورًا مستهدفًا، كما تضع الشركات لنفسها مهمة وقاعد زبائن واضحتين. هل المدوَّنة عن الموضة؟ أم عن السياسة؟ أم عن الطعام؟ بطبيعة الحال، يتدخل بعض المواضيع ببعض، ولكن، من غير المنصوح به أن تنشر مدوَّنة متخصصة في الموضة نصائح عن العلاقات -مثلًا-، أو عن الإصلاح الاجتماعي. وفي هذا الإطار، يتساءل رامي فيومي، مؤسس مدونة "+ 961 ": "لِمَ قد أهتم بمدوَّنة تتحدث عن الطعام والتكنولوجيا والمجتمع معًا؟ التركيز مهم جدًا".

ومن الموضوعات التي تحيِّر المدونين، اختيار صوت خاص وشخصية مميزة للمدونة. فهل يكتبون بوحًا حميميًا لقُرائهم؟ أم يكتبون بصيغة منطقية وغير عاطفية؟ ليس اختيار شخصية المدوَّنة بالأمر السهل، ولكن عندما يتَّخذ المدوِّن القرار بهذا الشأن، فيجب أن يلتزم به؛ فالاتِّساق أساس النجاح.

قالت دانا خير الله، مؤسسة مدونة ivy Say لعرب نت: "أشعر أحيانًا أن هذه المنطقة مصابة بداءٍ هو القناعة بأن علينا نسخ تجربة ناجحة لنصل إلى النجاح. وينتج عن ذلك تكرار للمحتوى في كافة المنصات. في نهاية المطاف، المدوَّنة هي تعبير عن المدوِّن الذي يديرها، فهي تحمل اسمه. وما لا يرغب فيه أي مدوِّن، هو أن ينظر إليه كمُقلِّد".

4 - النشر دون التأكُّد من المعلومات


يقول نجيب متري، مؤسس مدونة "بلوغ بلدي": "يمكن أن يؤدي نشر شيء دون التأكُّد من مصدرها إلى إيذاء كبير لسمعة المدوِّن ومدونته". إذ يجب أن تكون علاقة المدوِّن بقُرَّائه مبنيةً على الثقة، في الوقت الذي تتخلى فيه المجلات المطبوعة عن الذين يتأكدون من المعلومات. لذا، يجب على المدوِّن أن يتأكَّد من قدرته على نشر معلومات موثوقة. وإذا اكتشف أنه نشر معلومة فخاطئة، فيجب ألا يخشى من الاعتذار عنها، فذلك يمنحه مصداقية بين قُرائه.

5 - السعي إلى المال


من أهم الفروق بين الصحفيين والمدوِّنين هو أن المدوِّنين يقومون بعملهم مجانًا. فعندما يلتزم المدوِّن بإنشاء مدوَّنة، فهو يدرك أنه يفعل ذلك بحثًا عن رضى شخصي وصياغة صورة عامّة، بالإضافة إلى القضايا المحتملة كالنشاط الاجتماعي والإصلاح. ولكن، عندما يدخل الرعاةُ الإعلانيون الصورة، تبدأ المشاكل. وفي هذا السياق، قال متري لعرب نت: "كي يتمكَّن المدوِّن من تقدير ما يقدِّمه مطعم ما، يجب أن يبني ذلك على الخبرة [اللازمة]، لا على دعوة مجانية؛ إذ يجب أن يكون المحتوى موضوعيًا تمامًا". ويحمل رحايل (مؤسس NoGarlicNoOnions ) رأيًا مماثلًا لا يقبل المساومة: "مدوَّنتي تكلِّفني [الكثير] شهريًا بزيارتي المطاعم وإيجادي الكنوز المدفونة. ولا أجني منها أي ربح".