أربعة دروس أساسيّة حول إدارة شركات صغيرة في الشرق الأوسط

رجوع
سبتمبر 17 2014
ريادة الأعمال
أربعة دروس أساسيّة حول إدارة شركات صغيرة في الشرق الأوسط
شارك هذا المقال

صورة رائدة الأعمال مأخوذة من شاترستوك.

لقد استقطبنا ثمانية متدرّبين في المجموع، تتراوح أعمارهم من ٢۵-١۷ سنة، من خرّيجي المدارس الثانويّة إلى خرّيجي الجامعة الجدد، منذ إطلاق www.melltoo.com  في آذار/مارس ٢۰١٤.  

ميلتو “Melltoo” هي شبكة اجتماعية للمشترين والبائعين مثل فيسبوك للإعلانات المبوّبة، ومقرّها دبي. منذ إطلاق الشركة، حقّقنا نمواً سريعاً بحيث أنّ فريقنا المؤسّس المؤلّف من أربعة أشخاص  قد واجه وقتاً عصيباً في المواكبة. نقوم بالتمويل الذاتي، لذلك ليس لدينا الميزانية الكافية لتوظيف فريقاً كاملاً. ويتفاقم الوضع بسبب البيئة الرياديّة في دبي التي لا تزال في بداياتها، وبالتالي، من الصّعب العثور على الأشخاص المناسبين لشركتنا الناشئة. فقد قرّرنا توظيف المتدرّبين بدافع الضرورة والتجربة. أردنا أننرى إن كنّا قادرين علىتدريبالشباب في دبي ليصبحوا الرجال ذات القوى الإضافية الذين تتطلّبهم الشركات الناشئة وهم سلالة خاصّة قادرة على العمل في بيئة الشركة الناشئة ذات التأثير الهامّ والإثارة العالية والضغط الكبير.  وتبيّن في نهاية المطاف أنّنا قد تعلّمنا من المتدرّبين لدينا بقدر ما تعلّموا منّا.  

حول التوظيف: المناصب مقابل الناس

إنّ الشركات الناشئة هدفها الناس لا المناصب. ففي الشركات الكبيرة، المناصب ثابتة بغضّ النظر عمّن يشغلها. فإذا استقال مدير المحاسبة، يمكن توظيف شخصاً آخر للقيام بعمله. أمّا في الشركات الناشئة، وبسبب حجمها ومواردها، تفتقر المناصب إلى التعريف الدقيق ويضفي كلّ شخص قيمة فريدة وخاصّة به. (إنّ مدير وسائل الإعلام الإجتماعية لدينا هو أيضاً المسؤول عن ضمان الجودة!) عندما يتخلّىشخص ما عن وظيفته،لا أحديمكن أنيحلّ مكانهتمامًا . ومع ذلك، استقطب أشخاصاً ليقوموا بأمر يحبّونه. حتى لو كانواعديمي الخبرة،إن كانوا شغوفين بعملهم سيبرعون . من بين المتدرّبين لدينا، تمّ توظيف البعض ككتّاب المحتوى. وغاصت رشيدة بالأخصّ في عملها كالسمكة في الماء. فهي تنجح ليس فقط لأنّها تستمتع بالقراءة والكتابة بل أيضاً لأنّها تتمتّع بقدرة فطريّة في مجال الأسرة وتربية الأبناء. كما أنّها تفاجؤنا باستمرار من خلال القيام بأمور غير متوقّعة وجديدة وذلك نتيجة وضع شخصيّتها ومصالحها في عملها.   

ويكمن درونا كمدراء في معرفة مواهب كلّ شخص ومنحهم الفرص ليطبّقوها.


حول اللّوجستيّة: الوقت

من المنطقي أنّه عندما ينمو فريقاً، تحتاج المنشأت إلى التوسيع. كنّا مستعدّين لذلك، لكن ما لم نتوقّعه هو أنّ الوقت كونه مورداً يحتاج أيضاً إلى زيادة وإعادة تخصيص.  

يجب قضاء الوقت في تهيئة الموظّفين الجدد. سواء مع المتدرّبين أو غير ذلك، يجب توصيل قيم الشركة الناشئة ورؤيتها ومهمّتها عدّة مرّات. وقد أجرينا ورشتان عمل امتدّت لنهارين كاملين، والتي تطلّبت وقتاً للتحضير، خلال شهر واحد. تستغرق الإجتماعات لكامل فريق العمل مرّتين أكثر مع عشرة إجتماعات بدل أربعة. ويتطلّب المزيد من الإجتماعات أيضاً بما أنّه يجب تقسيم المجموعة الكبيرة إلى مجموعات أصغر من أجل تسهيل عمليّة تبادل الأفكار.

يستغرق اليوم التبادل الصحيح للآراء مزيداً من الوقت. فإنّ إرسال بريداً إلكترونياً للجميع لا يعني شيئًا لأنّ أعضاء الفريق ليسوا دائماً مطّلعين. فقد ازدادحجم رسائل البريد الإلكترونيوالاتّصالاتويجب قضاء الوقتفي البقاء على اطّلاع بكلّ جديد من أجلالتعاونبفعاليّة. الطبيعة السلسةللشركات الناشئة تعني أنّ الأمورتتغيّر بسرعة، وبالتالي، التواصل الفعّال هو أمرضروريّ .

أمّا اتّخاذ القرارات فيستغرق وقتا أطول أيضاًلأنّ هناك عدد أكبر من الأشخاص علينا استشارتهم.بعبارة أخرى، مع نموّ الشركة الناشئة منمجموعة أشخاص إلى منظّمة، علينا إيجاد سبلاً للعمل بشكل أفضل وهذا يعني وضع الإجراءات وبرامج ثابتة تسمح بالسرعة والسيولة . إنّ إحدى الأمور التي وضعناها موضع التنفيذ هي توثيق إجراءات مهمّة على مستند جوجل مع صور مدمجة وروابط على تسجيل الشاشة. إنّ وجود الأمور المفصّلة في الكتابة/الفيديو/الصور متاحة في جميع الأوقات يعني قضاء وقت أقلّ في تكرار أنفسنا. إنّ الطبيعة التعاونية ل"جوجل دوكس" Google Docs تسمح لأعضاء الفريق بطرح الأسئلة ونشر التعليقات مع انعكاس التغيّيرات بسرعة.

حول الثقافة والسلوك التنظيمي

في كثير من الأحيان، تُتركالمناقشات حولالثقافة التنظيميةللشركاتالكبيرة . في الواقع،نشعر بالثقافة القصوى في الشركات الناشئة. ويتمّ إنشاء الثقافة التأسيسيّة عضوياً من قبل الأعضاء الأوائل ذات الشخصيّات ووجهات النظر التي تتشكّل حسب تصرّف الشركة الناشئة. خلال نموّ الشركة الناشئة، يتمّ استيعاب مشاركين جدد إلى الثقافة الموجودة وسيقومون بتشكيلها وتغييرها.

يجب علينا كمدراء إدارة الثقافة التنظيمية بدقّة لتتلاءم مع قيم الشركة ورؤيتها. إنّ وجود ثقافة راسخة هو أمر فعّال لأنّ هناك مجموعة من المعايير والتوقّعات يمكن للجميع الإشارة إليها. في "ميلتو"، يعمل الفريق المؤسّس على مدار الساعة حرفياً، ويأخذ فترات استراحة حين يحلو له.  

وهذا يعنيأيضًا أنّنانعيش ونتنفّسمن شركتنا الناشئةالتيترسّخالشغف والشعور بالفخر.لقد وجدنا أنّالمتدرّبينيستجيبون لذلك على الفور.فبدل أن ينتظروا مرور الوقت، يهتمّون بإنجاز الأمور.بالنسبة إلينا، كل شيء هو دائماً قيد التنفيذ، منمنظور التنميةالسريعة التغيّرفضلاً عن التحسينات المستمرّة.

لسنا بحاجة إلى تفسير ذلك للمتدرّبين لدينا، فهم يدركون ذلك بشكل طبيعي، فذلك جزء من ثقافتنا. كما أنّنا نواجه نزاعاً أقلّ لأنّه من "المفهوم" أنّنا لا نهتمّ كم من الوقت قد مضى ما إن إنهينا أمورنا وحقّقنا أهدافنا.

من بين المتدرّبين الثمانية الذين وظّفناهم، بقي أربعة منهم. فقد انتقل البعض إلى القيام بأمورأخرى، وغادرالبعض الآخرلأنّهملميتلاءموا معثقافتنا. ونأمل أن ننقل الذين بقيواإلى مراكزذات مكانة عاليةبانتظارالتمويل. في النهاية، قام المتدرّبون لدينا بتعليمنا بعضالدروس القيّمة التي ستساعدنا بينما نقوم بتنمية شركتنا الناشئة إلى المستوى التالي .


المتدرّبون في "ميلتو"

 

المزيد عن شارين لي


شارين لي هي المؤسّسة المشاركة ل "ميللتو ماركتبلايس"  Melltoo Marketplace (www.melltoo.com) ، الشبكةالإجتماعيةللمشترين والبائعين. هي معلّمة وباحثة وشغفها ريادة أعمال. كما أنّها أمّ لخمسة أولاد وهي تقضي وقت فراغها... انتظر، ليس لديها أي وقت فراغ.