
منذ انطلاقها عام 2010، تطورت «الوسائط» لتصبح منصة التعليم الإلكتروني الرئيسية في المملكة العربية السعودية، تقدم محتوى تعليميًا، وحلولًا برمجية للمؤسسات الحكومية والأكاديمية.
حتى اليوم، طورت منصة الوسائط أكثر من 200 منتج تعليمي متنوع، تتراوح بين تجارب العالم الافتراضي ثلاثية الأبعاد، والألعاب وأعمال التحريك والكتب الإلكترونية. وتتضمن لائحة أعمال المنصة أكثر من 15 مؤسسة بينها مؤسسات كبرى مثل آرامكو ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، وغيرهما.
وقال عبد العزيز القرشي، المؤسس الشريك ومدير تطوير الأعمال في الوسائط، إن المنصة تركز حاليًا على المنتجات المخصصة للشركة (Business-to-Business)، ولكنها تخطط لتنويع مصادر دخلها بتطوير منتجات للزبائن مباشرة (وهي حاليًا في مرحلة التطوير). وسيتم افتتاح مكتب جديد في الإمارات العربية المتحدة قريبًا، ثم في قطر، بحلول الربع الأول من عام 2016.
مواجهة تحديات التعليم الإلكتروني
وحسب القرشي، واجهت الوسائط تحديات كبيرة من السوق لدى تأسيسها. ولكن وضع التعليم الإلكتروني تطور اليوم.
وقال: «في هذا المجال الحديث نسبيًا، ما زالت عدة عقبات تقف وجهنا، منها متطلبات الزبون غير الواضحة، والتوقعات الغامضة من التعليم المبني على التكنولوجيا (أحيانًا تكون التوقعات أدنى من اللازم، وأحيانًا تكون عالية إلى حد غير منطقي)، بالإضافة إلى المنافسين الذين لا يهتمون إلا بالفوز بالمناقصات بأي ثمن، حتى لو كان هذا يعني تقديم سعر شديد الانخفاض، وفي الكثير من الحالات، تكون القيمة منخفضة أيضًا».
ويتوجب على شركات التعليم الإلكتروني أيضًا أن تواجه بطء عملية صناعة القرار في المؤسسات الحكومية، أو مع شروط وأحكام الزبائن الصعبة.
وقال القرشي: «علاوة على ذلك، لا توجد في العالم العربي اليوم ثقافة تشجع التعلم الذاتي».
قبل أن يبدأ بمشروعه للتعليم الإلكتروني، كان القرشي طبيبًا. قبل بضع سنوات، كان هو وصديقه يحاولان إعداد برنامج إقامة إلكتروني للأطباء، فأدركا أنهما بحاجة إلى فريق كامل. وأدّت تجربتهما مع العالم الرقمي إلى تأسيس منصة وسائط.
وحسب القرشي، كان التحول نحو التعليم الإلكتروني امتدادًا طبيعيًا لعمله الطبي. فالحلول الرقمية -مثلها مثل الطب- عليها أن تعالج الآلام. وشرح قائلًا: «العالمان كلاهما يأتيان من جذر واحد، وهو أنني أحب القيام بأنشطة تساعد على تخفيف المعاناة، وتحسين مستوى الحياة عمومًا».
الطريق إلى التعليم الإلكتروني يمر بالمدارس
بعد أن اتضحت الحاجة إلى محتوى إلكتروني تعليمي، يسعى فريق الوسائط إلى صياغة تجربة جذابة من الناحيتين، التعليمية والجمالية.
على المستوى التعليمي، يتم التركيز على التعليم المخصص والمتكيِّف مع احتياجات المتعلِّم، عوضًا عن إنشاء نموذج التعليم التعليم الواحد للجميع على الإنترنت، كمل تفعل منصة رواق.
وبالتالي، تسعى الوسائط إلى بناء شراكات مع مؤسسات أكاديمية ومدرسين. فلأنهم الأكثر تفاعلًا مع الطلبة يوميًا، يمكنهم تقديم معلومات هامة حول طريقة استخدام منتجات التعليم الإلكتروني بفاعلية. ومعظم المدارس الشريكة، حاليًا، في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولكن القرشي واثق أن المنصة ستتمكن قريبًا من التواصل مع المزيد من المؤسسات عالميًا.
تساعد شراكات كهذه في تحسين قيمة وجودة منتجات الوسائط، حسب قول القرشي. وتابع: «نحاول أن نُعرِّف زبائننا بما نفعله ونبقيهم على اطلاع على كل ما هو حديث في القطاع، لا لأننا نرغب في المشاركة وتقديم الفائدة للمجتمع فحسب، بل لأن الزبون العارِف يزيد احتمال صناعة منتجات ومشاريع أكثر تأثيرًا».
ولتكييف المؤسسات مع رؤيتها، تقدم الوسائط لهم منصات في السحابة يمكن توسيعها والحفاظ عليها والاعتماد عليها، وتأخذ في عين الاعتبار حدود قدرات الاتصال لدى بعض المستخدمين. إذ يشكل الانخفاض في نسبة محبي التكنولوجيا بين المُعلِّمين عقبة في وجه تقدم التعليم الإلكتروني، كما شرح القرشي.
منتجات محلية، معايير عالمية
بالتوازي مع شراكاتها الأكاديمية، تعمل الوسائط أيضًا على تحسين قدرات الفريق الداخلية لتطوير جودة المنتجات باستمرار.
وفيما يتعلق بتصميم مظهر وتجربة مستخدم جذابين، تستخدم الوسائط فريقًا من الرسامين المبدعين ومتخصصي التحريك الذين يرفعون السوية العامة للمنتجات من حيث الجاذبية الجمالية. إلا أن الاجتذاب أفضل المواهب محليًا يمكن أن يشكل تحديًا لأن التعليم الإلكتروني مجال جديد. وقال القرشي: «عدا عن المتطلبات التقنية لأي عمل، نطلب الشغف بتطوير التعليم، ما يجعل الأمر أصعب».
لدى العمل على مشاريع للمرة الأولى، أو عندما لا تتوفر بعض المقدرات مباشرة في السوق الإقليمي، يعقد الفريق شراكات مع خبراء وشركاء دوليين. وحسب القرشي، يساعد هذا في وضع الفريق في المقدمة على المستوى الإقليمي. قال: «لا يهمنا أين يقيم الشخص، فإذا كان لديه ما يضيفه إلى الوسائط، فنحن نرغب في العمل معه».
وغالبًا ما يتم إعداد المشاريع الجديدة داخليًا من خلال صناعة شاشات وفيديوهات كأمثلة، قبل أن يتم التواصل مع العاملين الآخرين. قال القرشي: «نفعل ذلك لنضمن معايير جودة محددة يجب تلبيتها (من الناحيتين، التعليمية والتقنية)، والوصول إلى فهم مشترك مع الزبون حول ما هو متوقع منا».
ومن الأمثلة على ذلك أن الوسائط جمعت فريقًا عالميًا من الكُتَّاب للمساعدة في كتابة نصوص جذابة وثرية. وفي الطرف الآخر، ضمن مترجمون مدربون جيدًا أن تكون جودة النصوص العربية مساوية لجودة النصوص الإنكليزية.
ولإنجاز هذا العمل الجماعي بأفضل صورة، يتبع الفريق أسلوبًا مرنًا. إذ تسهل الأدوات التكنولوجية -مثل Dropbox و Evernote و Gotomeeting ومنتجات غوغل- التواصل مع أعضاء الفريق المتواجدين حول العالم.
يمكن مشاهدة نماذج من أعمال التحريك التي تقدمها الوسائط في الفيديو التالي.
علوم - الجزيئات والذرات - لمن هم في سن 13 إلى 14 من الوسائط على فيميو.
مقال ذو صلة: لمسة: لابتكار محتوى باللغة العربية للأطفال بمساعدة الأطفال