Jusoor تبني جسورًا للاجئين السوريين

رجوع
Romeo Chalfoun
ديسمبر 15 2014
صناعة
Jusoor تبني جسورًا للاجئين السوريين
شارك هذا المقال

وُلدت فكرة تأسيس منظمة غير حكومية لتطوير الشباب السوري قبل اندلاع الأزمة في سورية بحوالى شهر، أي في حزيران/يونيو 2011. كانت دانيا إسماعيل، المؤسسة الشريكة في جسور، تراقب كيف تضيع فرص الشباب، وتُسدّ آفاقهم، بالظروف السيئة والبيئة غير المُشجِّعة. كانت المشكلة تكمن في عدم بذل جهود لرعاية مواهب الشباب، وبدل أن تتخوّف دانيا، ومعها فريقها، من إطلاق المشروع بسبب الأزمة السورية، قررت هي وفريقها أن تلك هي اللحظة المثالية لإطلاق هذه المبادرة.

حتى قبل الأزمة، شهدت سوريا مشكلات في التعليم، وكانت فرص التطور المهني محدودة. جرت محاولات ريادة أعمال جديرة بالذكر، إلا أنها لم تستمر بسبب حجم التعقيدات الكبير.

علّقت دانيا إسماعيل على أسباب إطلاق هذا المشروع بالقول:

«شعرنا، نحن المغتربين الذين نعيش خارج سوريا، بأن الفرص أمامنا متاحة للعمل في مؤسسات مختلفة، وبأن بإمكاننا الاستفادة من الاتصال بالشباب في سوريا. تقول الإحصاءات إن هناك 20 مليون سوريًا مغتربًا حول العالم، أي ما يعادل تقريبًا عدد سكان سوريا. وتساءلنا: لِمَ لا ننشئ شبكة من المغتربين ونصلهم بالسوريين الشباب الموهوبين، لنحوِّل الفرص البعيدة إلى واقع؟».

JusoorSummer2013000023

الجذور

بدأ برنامج «جسور» لريادة الأعمال هذا العام، إلا أن جهود المنظمة بدأت قبل ذلك عبر محاولة تأمين منح دراسية في الجامعات. حتى زمن كتابة هذه السطور، هناك أكثر من 150 طالبًا سهّلت لهم «جسور»، أو موّلت لهم، الدراسة في الجامعات العالمية، بالإضافة إلى قرابة 1300 طفل في مراكز تعليم اللاجئين في لبنان، و3 مراكز للتعليم السريع، ويتم التحضير الآن لافتتاح مركز رابع. تستقبل هذه المراكز الأطفال الذين أوقِف تعليمهم في المرحلة الابتدائية لتدريسهم أساسيات الرياضيات واللغة الإنكليزية واللغة العربية، كي يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس لاحقًا. وتستخدم منظمة «جسور» برنامج الأمم المتحدة التعليمي الذي يساعد الأطفال على مواكبة أقرانهم، بحيث يتمكنون من الانضمام إلى مدارس مؤهلة لمنحهم الشهادات.

يُقدّر عدد الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان، ممن لم يتمكنوا من متابعة التعليم، بما بين 300 و500 ألف طفل. ساعدت «جسور» 1500 منهم فقط حتى الآن، وتأمل أن تساعد الكثيرين غيرهم مع نمو المنظمة وتوسعها. وكلما ازداد حجم التمويل، تمكنوا من فتح المزيد من المراكز. توظِّف المنظمة مُدرِّسين من اللاجئين السوريين أيضًا، وتدربهم ثم تدفع لهم أجورًا لتعليم الأطفال، ما يعني أن الطرفين -المُدرِّسين والتلاميذ- يستفيدان.

تعقد «جسور» مؤتمرًا سنويًا، ويناقش المؤتمر وضع اللاجئين والتعليم وريادة الأعمال وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذه العناوين. خلال المؤتمر، تنظّم «جسور» عشاءً ومزادًا فنيًا مرافقًا، يساعدها على جمع تمويل يُضاف إلى التبرعات. ومن مصادر التمويل الأخرى مؤسسة الأصفري ومؤسسة فريد وفادي غندور ومجموعة شلهوب.

وبالإضافة إلى البرنامج التعليمي، هناك برنامج للتطوير المهني ينظِّم ورشات عمل توظيف مجانية للشباب الباحثين عن فرص عمل في دبي، وأقامت «جسور» ورشة عمل مشابهة في لبنان مؤخرًا. خلال هذه الورشات، يقوم مدراء التوظيف بتوجيه المنتسبين إلى الورشة في كيفية البحث عن فرصة عمل وإرسال سيرهم الذاتية.

programs  

برنامج ريادة الأعمال

بعد بضعة جلسات عن طريق Google Hangouts شكلت ندوة مباشرة عبر الإنترنت، بدأ العديدون بالمشاهدة والتفاعل وطرح الأسئلة. كما بدأ رواد الأعمال بالمشاركة بالندوة عبر الإنترنت. ومن الأمثلة البارزة رائد الأعمال السوري علي دياب المقيم في سان فرانسيسكو، والذي أنشأ بضع شركات ناشئة ناجحة. كما ساهم ربيع عطية من «بيت»، ورونالد مشهور من سوق.كوم. ولا شك في أن رواد أعمال مثلهما قادرون على إلهام الصغار وإشعارهم بالمساندة، بل وتشكيل مثل أعلى لهم.

خطة اليوم:

نظمت «جسور» أول مؤتمر لها نيويورك، ثم نظمت مؤتمرها الثاني في لندن. وستعقد المنظمة مؤتمرها الثالث في لوس آنجلس، التي تضم تجمعًا من المغتربين قادرًا على دعم «جسور»، وهي قريبة من سان فرانسيسكو، الممتلئة برواد أعمال متميزين من ذوي الخبرة يمكنهم مشاركة تجاربهم في تأسيس الشركات الناشئة مع شباب من الشرق الأوسط.

تنطلق المرحلة الأولى من المنافسة بداية كانون الأول/ديسمبر، وهي مرحلة استلام الطلبات وتقييمها.

في المرحلة الثانية، سيصنع 50 مشاركًا يتم اختيارهم من المتقدمين بالطلبات مقاطع فيديو لأفكارهم، ويضعونها على الإنترنت حيث يمكن لزوار الموقع الإلكتروني تقييمها.

في المرحلة الثالثة، ستقوم لجنة تحكيم بتحليل أفضل 15 فكرة، حسب تقييمات الزوار، وتختار 3 منها. وتتوزع الجوائز كما يلي: 15 ألف دولار للمركز الثالث، و20 ألف دولار للمركز الثاني، و30 ألف دولار للمركز الأول.

وهذه الجوائز المالية ليست استثمارًا، بل هي وسيلة مساعدة لأصحاب الأفكار على إطلاق أو تطوير وتسريع شركاتهم الناشئة، بصرف النظر عن المجال الذي يختارونه. لذا، سنرى -إلى جانب الشركات الناشئة التكنولوجية- شركات ناشئة تعمل في التنمية الاجتماعية والهندسة المبتكرة وغيرها من المجالات.

«جسور» منظمة غير ربحية وغير حكومية، وهي مسجلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، وتسعى المنظمة إلى الانتشار عالميًا كمنظمة خيرية غير ربحية.

تحتاج «جسور»، كي تحقق أهدافها، إلى أن يكون مقر الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، وأن يكون لهذه الشركات تأثيرات اقتصادية أو اجتماعية إيجابية على الشعب السوري وسوريا في المستقبل. لا شك في أن سوريا الآن ليست بأفضل حال، ولكن إذا كان هناك من يعمل على مشاريع قادرة على التأقلم مع الوضع الحالي، فإن «جسور» ستمول هذه الجهود وتساعدها بسبب التأثير الإيجابي الذي يمكن لهذه المشاريع أن تتركه في سوريا المستقبل.

ويأمل فريق «جسور» أن تُشكِّل هذه المسابقة نقطة بداية لقصة نجاح أكبر. كما يأمل الفريق الاستمرار بهذا البرنامج بعد انتهاء المسابقة، لإنشاء قاعدة بيانات تضم رواد الأعمال والناصحين ولوصلهم بالشباب طوال العام، ومحاولة مساعدة الشباب على الخروج إلى برامج الحاضنات. سيتسنى لعشرة فرق إرسال عضو منها إلى برنامج حاضنات مع أوسيس 500، في معسكر تدريبي يلهم رواد الأعمال ويعلِّمهم كيفية تطوير مشاريعهم وجعلها جذابة للمستثمرين.