
من خلال إزالة الحواجز أمام الدخول، سمحت الحوسبة السحابية بازدهار الشركات الناشئة. ويظهر هذا المشهد في منطقتنا حيث ثمّة أنظمة ناشئة تظهر في العديد من المدن، بتمكين من الحوسبة السحابية في جزءٍ كبير منها.
ويقوم الداخلون الجدد بإعاقة عمل القائمين وأخذ حصص من اللاعبين في السوق الحالية من خلال تقديم الخدمات والخبرات بشروط المستخدمين، والاستفادة من التقنيات الجديدة المستلَمَة من الحوسبة السحابية للقيام بذلك.
مع ذلك، يمكن للمؤسّسات أيضًا الاستفادة من التقنيات نفسها. فهي تملك كميات هائلة من البيانات والتطبيقات والخدمات التي، على الرغم من أنّها مخفيّة وراء جدران الحماية، إلا أنّها تمثل فرصة غير مستغلّة. وينبغي التفكير في استغلال هذه القيمة والاستفادة من قطاع الأجهزة المحمولة والتحليلات والحوسبة السحابية وإيصالها للمستخدمين النهائيين بطريقة جاذبة.
من خلال القيام بذلك، يمكن للمؤسّسات جذب أسواق جديدة والحفاظ على مركزها في الأسواق القائمة. ويجب التركيز بشكلٍ فرديّ على تقديم القيمة والخبرات بشروط المستخدمين والتركيز على ما يقدّم التميّز وحسب.
إنشاء منصّات للإبداع الرقمي
تحتاج المؤسّسات إلى التفكير في كيفية حشد الطاقات والمواهب الإبداعية لمجتمعات المطوّرين الخارجية فضلاً عن تلك الموجودة داخل مقرّاتها. وينطبق هذا الأمر بشكل خاصّ في منطقة الشرق الأوسط حيث نرى شباب يتمتّعون بذكاء تقني يقومون بتطوير أنظمة ناشئة في مدن مثل الرياض والقاهرة وعمان وبيروت.
يمكن للمؤسّسات القيام بذلك عن طريق إتاحة بياناتها وتطبيقاتها وخدماتها للجمهور كواجهات لبرمجة التطبيقات ومبادرات تشغيلية من شأنها تشجيع استخدام واجهات برمجة التطبيقات لإنشاء تطبيقات جديدة أو الإندماج في تطبيقات قائمة.
على سبيل المثال، تنسّق شركة "سيتي" (Citi) مع شركة "آي بي أم" (IBM) لإقامة منافسة عالمية تُسمّى "تحدّي سيتي موبايل" (Citi Mobile Challenge)، حيث يتنافس مبرمجين خارجيّين لتطوير تطبيقات أكثر ابتكارًا من خلال الاستفادة من واجهات برمجة تطبيقات "سيتي" و"آي بي أم" وأخرى تابعة لأطراف ثالثة. وتنتقل أفضل التطبيقات المختارة إلى مرحلة الإنتاج.
للقيام بذلك، يكون المبرمجون بحاجةٍ إلى منصّة للإبداع الرقمي يتمّ تسليمها من السحابة (منصّة كخدمة). وتوفّر هذه المنصّة بيئة حيث يمكن للمبرمج التركيز على الرموز والبيانات، فضلاً عن كلّ الأمور الأخرى، مثل أوقات التشغيل وقواعد البيانات والخدمات المساندة التي تقدّمها السحابة.
تقدّم المنصّة كخدمة الصحيحة للمؤسّسات الفرصة للبدء في التفكير والعمل مثل الشركات الناشئة وبسرعة الإنشاء. وتسمح لها بتسريع النموّ إلى نقطةٍ تمكّنها من نشر تطبيقات جديدة في ثوان. وتساعدها في الابتكار للتعامل مع فرصٍ وأسواق جديدة، وتقديم قيمة جديدة بطرق جديدة. ويمكن للمبرمجين اختبار الأفكار ونشر الرمز بسرعة والحصول على ردود فعل للتطوّر. قد تكون بمثابة لعبة تغيير.
ثمّة 7 عوامل رئيسيّة تتّسم بالأهميّة إذا استفادت المؤسّسات من المنصّة كخدمة حتّى أقصى إمكاناتها التحويلية:
-
اختيار منصّة تقدّم خيارات للمبرمجين
من أجل أن يقوم المبرمجون بالابتكار، يحتاجون إلى حريّة الاختيار. في الواقع، يمكن لبعض الوظائف العمل في وقت تشغيل المنصّة كخدمة ولكن البعض الآخر قد يحتاج إلى العمل في آلة افتراضية أو حاوية منصّة مفتوحة المصدر. يمكن أن تمثّل "جافا" اللغة الأمثل لتطبيق أو وظيفة ما، وقد تكون "روبي"، أو "غو" أو "نود" الوسيلة المثلى لتطبيقات أو وظائف أخرى. وقد يرغب المبرمجون بإنشاء خدمات صغرى أو استخدام "NoSQL" كمخزن بيانات لخدمةٍ ما، واستخدام قاعدة بيانات علائقية لخدمةٍ أخرى.
-
اختيار منصّة تقدّم خيار نموذج النشر
ترتاح بعض المؤسّسات باستخدام المنصّة كخدمة عامّة، في حين يرغب البعض الآخر بمنصّة كخدمةٍ متخصّصة. وقد يرغب البعض الآخر بكلّ فوائد المنصّة كخدمة عامّة ولكن منتشرة بشكل آمن في مراكز البيانات الخاصّة بها. وقد يرغب البعض الآخر بمزيج من كلّ النماذج الثلاثة.
-
ضمان اعتماد المنصّة معايير مفتوحة
ينبغي أن تعتمد المنصّة على معايير مفتوحة، مثل "أوبن ستاك" و"كلاود فاوندري". ولا ينبغي أن تحتجز المؤسّسة في منصّة ملكية بل أن تسمح لها بالاحتفاظ بالملكية وضبط الأصول التي تقوم بتطويرها في المنصّة. في الوقت نفسه، تحتاج المؤسّسات إلى دعم موجّه للمؤسّسات لهذه المنصّة المفتوحة.
-
اختيار منصّة تسمح بالتطبيقات الهجينة
مثلما تتوافر السحب الهجينة، تحتاج المؤسّسات إلى إنشاء تطبيقات هجينة. لا يمكن دائمًا نقل القيمة الهائلة المحجوزة في أنظمة المؤسّسات إلى السحابة؛ ربّما بسبب كونها مجالا منظّما، مثل قطاعات شركات الاتصالات أو القطاعات العامة؛ أو ربّما لأنها قائمة في نظام تخطيط موارد المؤسّسات (ERP) أو نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) التي لا ينبغي أن يتمّ نقلها. بالتالي، يجب على المنصّة كخدمة أن توفّر القدرة على دمج هذه الخدمات والبيانات والتطبيقات بشكل آمن مع التطبيقات التي يتمّ نشرها في السحابة.
-
أخذ الأمن الإلكتروني الموجّه للمؤسّسات بعين الاعتبار
الأمن مهمّ للمؤسّسات. على هذا النحو، ينبغي اختيار مزوّد المنصّة كخدمة الذي يضمن الأمن الإلكتروني الموجّه للمؤسّساتبينما يوفّر أيضًا خدمات وأدوات لضمان أن يتمكّن المبرمج من تحليل العامل الأمني في تطوير التطبيقات.
-
ضمان توافر واجهة برمجة تطبيقات ودليل خدمة لتسريع الوقت للقيمة
يسمح هذا الأمر للمبرمجين إدخال هذه الوظائف في تطبيقاتهم بسرعة وبسهولة. على سبيل المثال، توفّر منصّة الإبداع الرقمي الخاصّة بشركة "آي بي إم" (آي بي أم بلوميكس)، خدمات متنوّعة تمامًا مثل حوسبة واتسون الإدراكية وبيانات تويتر وأدوات تحليل المشاعر وتحليلات نوعية الأجهزة المحمولة. يمكن للمبرمجين التركيز على ما هو مهمّ وتسريع الوقت لطرح منتاجتهم في السوق، والوصول أيضًا إلى قدرات متقدّمة جدًّا قد لا تكون متاحة لهم في بيئتهم.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تسمح المنصّة كخدمة للمؤسّسة بنشر واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بها بشكلٍ آمن في المنصّة بحيث تتمكّن مجتمعات المطورين الداخلية والخارجية من استخدام هذه الواجهات لبرمجة التطبيقات للوصول إلى الخدمات القائمة المعروضة من الأنظمة المتوافرة في مقرّات المؤسّسات. ويمكن للمؤسّسات أيضًا المشاركة (والاستفادة من) الأنظمة الناشئة باستخدام واجهة برمجة التطبيقات بفعالية كقناة لبيع الخدمات والبيانات لإدراجها في التطبيقات الخاصّة بالشركات الناشئة.
-
اختيار منصّة تقدّم تسعيرًا مرنا
يجب أن تقدّم المنصّة المختارة خيار الدفع الفوريّ. وينبغي أن تعتمد على الاستهلاك. وبالنظر إلى التركيز على التجارب، يجب أن تقدّم الاختيار الحرّ بحيث يمكن اتّخاذ قرار للدفع فقط عندما أو إذا ثبُتَت القيمة.
أنتوني بتلر هو المدير التقني لسحابة "آي بي أم" في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ والمسؤول عن القيادة الفنية عبر الخدمات السحابية ومجموعة برمجيات "آي بي إم". يركّز على مساعدة العملاء في إنشاء مصادر جديدة للقيمة باستخدام تقنيات السحابة وتمكين تحوّلهم الرقمي.