
يتزايد حجم التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسرعة مذهلة، ومن المتوقع أن تقفز حجم هذه السوق من 11 مليار دولار في عام 2012 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2015. أغرى هذا النمو الهائل كلا من ايمي كايلين لوت وفؤاد جريس بإنشاء "حجابك"، وهو أول موقع إلكتروني لبيع الحجاب العصري بأسعار معقولة.
وتبادرت الفكرة لذهن لوت وجريس، اثنان من رواد الأعمال الناجحين، بعد مسح السوق، والتوصل إلى نتيجة مفادها أن مواقع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت لا تقدم للمستهلك العربي سوى الماركات التجارية العالمية فقط. وتُحدثنا لوت أنه "بعد أن درسنا السوق، لاحظنا أن المنتجات التي يتم تقديمها ليست نفسها ما يطلبها الجمهور، واستنتجنا أنه لا يوجد موقع يلبي احتياجات السوق العربي الإسلامي".
ومن هنا بدت سوق الحجاب جذابة على كل الأصعدة، فهو من ناحية ينتمي إلى فئة تلك المنتجات التي تحتاج إلى لمسة عصرية وأنيقة، ومن ناحية أخرى يعد منتجاً سهل الإدارة والتخزين والشحن. وتضيف لوت "بالنسبة للنساء المسلمات في الخارج، فإن أسواقهن المحلية تعوزها موضات الحجاب العصري. ولذلك فعندما وفرنا مجموعة واسعة ومختلفة من أنواع الحجاب الأنيقة والحديثة والمصنوعة يدوياً، سعد عملاؤنا بالتجربة".
وفي الواقع، حظيت الفكرة بنجاح ملحوظ منذ البداية. فما إن أنشأ لوت وجريس صفحتهما على موقع فيس بوك، حتى أطلقا بعدها مباشرة موقعاً بسيطاً، قبل ترقيته إلى الإصدار الحالي. وفي أقل من 8 أشهر، جذبت صفحة فيس بوك أكثر من 61،000 معجب بجانب مستويات مرتفعة من التفاعل. وبلغت شهرة الموقع الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأوروبا، رغم "عدم الإنفاق على التسويق في تلك المناطق" على حد قول لوت. "إن المبيعات التي حققناها تجاوزت توقعاتنا بكثير".
السر خلف نجاح موقع حجابك
لم يكن النجاح الذي أصابه مؤسسا "حجابك" من قبيل المصادفة، كون خبرة لوت، التي عملت لدى شركة "أويسيس 500" لاحتضان وتسريع الشركات الناشئة، أضافت زخما كبيرا للمشروع، وساعدها على فهم التحديات التي تواجه المشاريع الرقمية الناشئة، وهو الذي أعطاها رؤية نافذة لشركتها، سواء على المستوى الكلي، مثل التمويل والتوسع الإقليمي؛ أو الجزئي، مثل متابعة وتحليل حركة المرور على الموقع وكتابة وصف مناسب للمنتجات. تقول لوت إنها استخدمت كل مهاراتها المكتسبة لإنجاح شركتها الناشئة.
ولكن هذا ليس السبب الوحيد الذي سرّع من نمو "حجابك"، فالموقع يقدم قيمة جذابة جداً إلى جانب نموذج عمل بسيط، بالإضافة إلى أنه يوفر للمسلمات مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحجاب الأنيق وعال الجودة، ما يسمح لهن بالتعبير عن أنفسهن، ويَبدُنّ بالطريقة التي يردنها كل يوم".
ومن المثير للاهتمام، هو أن أناقة منتجات "حجابك" جذبت حتى غير المحجبات اللائي استخدمن الموقع لشراء الشالات التي تُلف حول الرقبة أو الكتفين.
وكما تُعد واجهة موقع "حجابك" سهلة الاستخدام، توفر كذلك العديد من خيارات الدفع، سواء عن طريق بطاقة الائتمان، أو پاي پال، أو الدفع نقداً عند الاستلام. ويتميز الموقع بقصر فترة الانتظار، فالطلبات داخل الأردن يتم تسليمها في غضون يومين مجاناً، في حين أن الطلبات الدولية تستغرق من 3 إلى 5 أيام عمل بأسعار شحن معقولة جداً.
وتعمل لوت عن قرب مع المصممين المحليين لتطوير خطوط المنتجات على "حجابك". وتقول عن ذلك "إننا لدينا معرفة بالسوق وخبرة بالإنترنت، علاوة على الذوق العالي والموهبة التي يتمتع بها المصممون"، مضيفة "لقد تعلمنا الكثير عن احتياجات السوق من مبيعاتنا، وبصراحة فإن البيانات تبوح عن كل شيء، وما علينا سوى متابعة أنماط الاستهلاك".
تحديات السوق الرقمي الناشئ
يعد واحداً من أكبر التحديات التي تواجه شركات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو اقتصار تواجدها على شبكة الإنترنت. وصحيح أن الأرقام تظهر ازدهار المشهد الرقمي في هذه المنطقة، ولكن ما زالت نسبة كبيرة من المستخدمين لا تدرك تماماً مفهوم المتجر الإلكتروني. وتقول لوت "لقد تلقينا العديد من الاستفسارات حول عنوان متجرنا غير الإلكتروني، تكاد تكون بنفس معدل طلبات الشراء".
وتشدد أيضاً لوت على أن نسبة عالية من الطلبات في المنطقة العربية تتم عن طريق الدفع عند الاستلام. ويشكل هذا النوع من المعاملات 70% من عمليات التبضع عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعقّب لوت، "هذا وضع طبيعي جدا بالنسبة لمواقع التجارة الإلكترونية في المنطقة، ويرجع لسببين، أولاً انخفاض أو انعدام الثقة في بوابات الدفع عبر الإنترنت، وثانياً نسبة بطاقات الائتمان المنخفضة في المنطقة عموما مقارنة بعدد السكان، وخصوصاً في الأردن.. وهذا دليل واضح على كون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوقا غير إلكترونية في المقام الأول. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن تغيير ذلك مع مرور الوقت".
وبالرغم من هذه التحديات، تعقد لوت آمالاً كبيرة على مستقبل "حجابك". ففريق الموقع مشغول الآن بإشراك زبائن جدد، وتزويدهم بخدمة عملاء رفيعة المستوى. وتختتم لوت حوارها مع عرب نت بقولها "نتطلع لاستهداف أسواق أكثر تنافسية خارج الأردن في المستقبل، وكذلك توسيع خط منتجاتنا ليشمل أنماط مختلفة من الملابس المحافظة غير الحجاب".
تابعوا "حجابك" على فيس بوك: facebook.com/hijabik
وتويتر: @hijabik