يحلّل "كراود أنلايزر" Crowd Analyzer الشعور العربي بغض النظر عن اللّهجة

رجوع
Wael Nabbout
أبريل 17 2014
وسائل الإعلام الرقمية
يحلّل "كراود أنلايزر" Crowd Analyzer الشعور العربي بغض النظر عن اللّهجة
شارك هذا المقال

تُعتبر كراود أنالايزر "Crowd Analyzer " منصّة مباشرة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، تقدّم للمستخدمين أدوات متنوّعة ترصد مشاعر الأشخاص تجاه الماركات من خلال تحليل المشاعر. يمكّن هذا الأمر الشركات من توليد آراء متعمّقة للعملاء أو فهم السبب الكامن وراء فشل حملة معيّنة في تحقيق هدفها. بطريقة مشابهة، يمكن استخدام الخدمة أيضًا للكشف عن مشاعر الأشخاص في ما يتعلّق بماركة المنافس.

إنّها تضمّ تحليلاً للمشاعر باللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتعرّف الخدمة على اللهجات المختلفة وتفسّرها.  

قام بتأسيس الشركة كلّ من المدير العام التنفيذي أحمد سعد ورئيس قسم التكنولوجيا بهاء جلال والرئيس التنفيذي للاتصالات رودا النعيمة ورئيس قسم التسويق مصطفى عثمان. وعلى الرغم من صغر سنّ كلّ من هؤلاء المؤسّسين، إلا أنّهم يتمتّعون بسيرة أكاديمية ورياديّة ملحوظة.  

الفرسان الأربعة

قام أحمد، الحائز على إجازة في الهندسة من جامعة عين شمس، بتأسيس شركة ناشئة تختصّ بتكنولوجيا المعلومات منذ 5 سنوات ويملك أربع سنوات من الخبرة في إدارة المشاريع والحسابات في شركات متعدّدة الجنسيّات مثل "أرسيلورميتال" (Arcelormittal) و"شيندلر" (Schindler). وكان بهاء، زميله الحائز على إجازة في الهندسة من جامعة عين شمس، يعمل كرئيس قسم التكنولوجيا في شركة "دير أند ديل" (Dare’n’Deal) و"وظف" (Wuzzuf)، اللتين اكتسبتا مبلغ 20 مليون جنيه مصري ويُعتبر بهاء العقل المدبّر للغة المنصّة الطبيعيّة التي تقوم بمعالجة خوارزميات المنصّة.

تخرّجت رودا من جامعة كارنيجي ميلون وحازت على إجازة في إدارة الأعمال وهي حاليًّا مرشّحة لماجستير إدارة الأعمال في جامعة ليفربول المتخصّصة في الأسواق الناشئة. وقد قامت أيضًا بتأسيس شركتين ناشئتين وتكتب في المجلة الإلكترونية "سايل" (Sail) التي تستهدف الشباب الإماراتي. أخيرًا، يعمل مصطفى حاليًّا كرئيس التسويق الرقميّ في شركة "دوبيزل" (Dubizzle) وهو المؤسّس المشارك في وكالة إينوفا للتسويق والدعاية الإعلان الرقميّ.

نشأت فكرة "كراود أنالايزر" من مناقشة حدثت بين أحمد وبهاء حول البيانات الكبيرة. وكان بهاء، الذي يتمتّع بخبرة في معالجة اللغة الطبيعيّة، قد تحدّث عن إنشاء خوارزميات تفهم اللغة العربية. وقدّموا الفكرة في ‏‏"ستارت أب ويكند جيزة" (Startup Weekend Giza) وفازوا بجائزة أفضل عرض.‏

ثمّ قاموا بتطوير الفكرة ودمج الناحية الاجتماعية. وقد أخذ هذا القرار بعين الاعتبار النموّ القويّ لوسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة، وبخاصّة تلك العربيّة.

ويفسّر أحمد سعد: "مع الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي وتمكين الماركات في المنطقة، اكتمل الفريق. فانضمّ مصطفى مع الخلفية التي يتمتّع بها في مجال إدارة وسائل التواصل الاجتماعي ورودا مع الماجستير في إدارة الأعمال ومعرفتها في المنطقة. وكان اهتمامنا يركّز في الأخصّ على التدفّق الفائق للمعلومات الناتج من وسائل التواصل الاجتماعي وكيفيّة تغذية هذه المعلومات ليستفيد منها الآخرون." 

وتابع أحمد مشدّدًا على أنّ الشركات والماركات ووكالات التسويق تعاني لفهم ميزات وطباع العملاء بشكل أفضل وتقوم عادة بإنفاق الكثير من الأموال على أبحاث السوق بهدف كسب الآراء المتعمّقة الخاصّة بالعملاء، بينما تتوافر آراؤهم وأفكارهم علنًا ومجانًا على شبكة التواصل الاجتماعي. مع ذلك، يُعتبر جمع كافّة هذه البيانات وتحليلها يدويَّا عملاً شاقًّا جدًّا. "وقد أدّى ذلك إلى إنشاء أدوات تلقائيّة تقوم بجمع آراء الأشخاص وفهمها وتحليلها من شبكة التواصل الاجتماعي." 

ويتابع قائلاً: "يمكن لمحلّل "كراود أنالايزر" أن يفهم تلقائيًّا معنى الكلمة ويقدّم لك ما تريده بدقّة. فلا تعود تظهر آلاف المشاركات التي تحتوي على كلمة البحث؛ بل يتمّ تحديد المشاركة المناسبة للكلمة موضوع البحث." 

ويركّز الفريق حاليًّا على اللغتين العربية والإنكليزية ولكنّ الخوارزميات المبنيّة قابلة للتخصيص بأيّ لغة بسهولة. وثمّة خطط تهدف إلى إضافة لغات أخرى مثل الفرنسية والصينية في المستقبل.

الميزات الأساسيّة

بالإضافة إلى القدرة على فهم اللغة العربية واللهجات المختلفة، يشتمل "كراود أنالايزر" أيضًا على خدمة تعتمد على الموقع واسمها "مابر" (Mappr)، وهي خاصّة بالشركة ولا يمكن العثور عليها في أيّ منصّة مراقبة اجتماعيّة. إنّها خريطة على موقع تويتر تفاعلية وبصرية تعرض المستخدمين والمحتويات المهمّة على خريطة. يمكن للمستخدم العثور على مستخدمي تويتر القريبين الذين يملكون أكبر عدد من المتابعين وتحديد أولئك المؤثّرين. كما يمكن البحث عن الرسائل القريبة التي تحتوي على كلمات أساسيّة وجميع الرسائل والصور المرسلة من موقع محدّد وما إلى ذلك.

وكان أحمد حريصًا أيضًا على تسليط الضوء على الفكرة الحدسية "UI/UX" التي قاموا بإنشائها في الشركة بعد التحدّث مع عددٍ كبير من العملاء والتأكّد من سهولتها ووضوحها. "بالطبع، لا تكون البيانات ذات أهمية تُذكر من دون التغذية التي نوفّرها مثل الموقع والجنس والمشاعر، والتي تسمح للمستخدم بالحصول على المزيد من المعلومات نفسها التي يحصل عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي."

التحديات

يكشف أحمد عن تحدّيين عند العمل في اللغة العربية: "إنّ التحدّي في اللغة العربية هو كون لكلّ كلمة معاني مختلفة ومتعدّدة. بشكل مشايه، يُعتبر من الصعب تحديد شعور في جملة بالاستناد إلى الطريقة التي يُقال فيها أمرًا معيّنًا. ويمثّل هذان التحدّيان في ما يخصّ المحتوى والمشاعر، العقبتين اللتين تعيّن علينا معالجتهما لإنشاء اقتراح فريد من نوعه لمنتجنا. ويتابع: "في اللغة الانكليزية، يمكن تحليل المشاعر بسهولة وغالبًا ما تملك الشركات أسماء مرادفة لكلّ ماركة. أمّا باللغة العربية، يمكن لاسم الماركة أن يكون أيضًا فعلاً أو حركة أو موقع أو إسم!"

تقييم الأسعار

بعد التحدّث مع عددٍ من العملاء، تمكّن الفريق من تحديد أنّ احتياجاتهم تختلف بحسب الحجم والصناعة التي يعملون بها. لذلك، توصّلوا إلى نموذجين مختلفين:

• للشركات الكبرى: نموذج قائم على انتساب ينقسم إلى 3 فئات بحسب الحجم والاحتياجات.

• للشركات الصغيرة والمتوسّطة والأفراد: نموذج دفع عند الذكر يعطيهم المرونة التي يحتاجونها.

في المستقبل، يأمل الفريق في الاستمرار بتحسين المنصّة مع التركيز على تفاعل العملاء وأيّ تغيير في احتياجاتهم. "يقوم التزامنا المستمرّ في ضمان أنّ إدارة وسائل التواصل الاجتماعيّة تتماشى مع متطلّبات العملاء. ويسمح لنا هذا الأمر في إنشاء منصّة ديناميكيّة بحقّ، سواء كان ذلك من خلال إضافة لغات ومصادر للمعلومات ومتابعة التكنولوجيات الجديدة."

كانت شركة "كراود أنالايزر" من ضمن الشركات التي وصلت إلى المراتب النهائيّة في مسابقة الشركات الناشئة التي أقيمت في معرض عرب نت بيروت 2014 وحازت على المركز الأوّل.